قال أستاذ علم المناخ في جامعة تشرين، الدكتور رياض قرة فلاح، إن عام 2023 كان الأعلى حرارة في التاريخ بعد أن وصلت درجات الحرارة وموجات الحر فيه لأرقام غير مسبوقة.
وأكد قرة فلاح، لصحيفة البعث، على التأثير الكبير للتغيّر المناخي على كلّ مفاصل الحياة، بدءاً من الإنسان إلى السياحة والجليد والطقس، معتبراً أن الزراعة هي الأكثر تأثراً، لافتاً إلى أن بعض المحاصيل باتت تنمو بفترة زمنية أبكر من وقتها، كالتفاح والكرز التي تحتاج طقساً بارداً، الأمر الذي أثر على جودتها كونها لم تحصل على البرودة الكافية، فيما تعرّضت بعض المحاصيل للاحتراق ولضربات شمسٍ أحياناً أو لأمراض نتيجة الحرارة المرتفعة.
وأوضح قرة فلاح، أن درجات الحرارة مهما تغيّرت لا يمكن أن تشير إلى اختفاء فصل ما كالخريف أو الربيع، وكل هذا لا يلغي بأن لكل فصل خصائص معينة، إضافةً إلى أن موقع سوريا الجغرافي لا يمكن أن يحرمها من فصولها الأربعة.
وبيّن أنه من المتوقع استمرار موجه الدفء والحرارة التي حدثت العام الماضي للعام الحالي، ما يجعل طقس هذا العام أيضاً صيفياً حاراً ودرجات الحرارة مرتفعة بشكلٍ كبير جداً مع تفاعل وتداخل عدة عوامل مع بعضها منها البقع الشمسية وظاهرة النينو.
وأكد قرة فلاح، أن مكافحة التغيّر المناخي تتطلب التقليل من غاز ثاني أكسيد الكربون أو التحول للطاقات المتجدّدة والتخفيف من استهلاك الوقود الأحفوري الذي يساهم بالدرجة الأولى في تراكم وزيادة الغازات الدفيئة في الجو.