بعد انقطاع دام 14 عامًا، تسجّل الشركات التركية عودتها إلى السوق السورية عبر مشاركتها في معارض سوريا التخصصية، في خطوة تعكس رغبة واضحة في التمركز داخل مشاريع إعادة الإعمار. وفي هذا السياق، أجرى موقع "بزنس2بزنس" لقاءً خاصًا مع محمد جميل أوستك، مدير التجارة الخارجية في شركة Trans El، التي تُعد من أبرز شركات تصنيع محولات الكهرباء في تركيا.
وقال أوستك، إن سوريا دخلت مرحلة جديدة من إعادة الإعمار التي تتطلب تعاونا تقنيا واقتصاديا بين الشركات التركية والسورية. وأضاف أن محولات Trans El التي تتميز بالجودة العالية والمطابقة للمواصفات السورية، تساهم في إعادة ترميم شبكات الكهرباء المدمرة في سوريا وتوفير حلول فعالة للبنية التحتية للطاقة.
وأشار أوستك إلى أن شركته تعمل في أكثر من 20 دولة حول العالم، بما في ذلك دول في أوروبا الوسطى وأمريكا الجنوبية وأفريقيا، ولديها شراكات مع العديد من الدول ومنها العراق وروندا وليبيريا والسنغال.
كما أوضح أن Trans El لها وجود ضمن شبكة الكهرباء السورية في سرمدا وإدلب، حيث توفر محولات تستخدم في الاستخدامات المنزلية والصناعية وكذلك في محطات التحويل الكبرى.
وأردف أوستك بأن الموقع الجغرافي للشركة في ولاية شانلي أورفة التركية القريبة من الحدود السورية يسهل بشكل كبير عمليات النقل والإمداد.
وأكد أن هذا الموقع يتيح توفير منتجات عالية الجودة بأسعار منافسة مع تقليل تكاليف الشحن والوقت المستغرق، ما يساهم في تلبية احتياجات السوق السورية. كما طالب أوستك بضرورة تسريع عمليات النقل بين البلدين، مشيرًا إلى الحاجة الماسة لتحسين المعابر البرية وتسهيل إجراءات الجمارك، وذلك لتسريع وصول البضائع إلى السوق السورية دون عقبات.
ودعا أيضًا لتفعيل الغرف التجارية المشتركة بين سوريا وتركيا، مؤكدًا أن العديد من الشركات التركية مهتمة بالعمل في سوريا والمساهمة في مشاريع إعادة الإعمار، خاصة في قطاع الكهرباء. وأكد أوستك أن مشاركة 127 شركة تركية في المعارض ليست مجرد مشاركة تجارية بل تأتي أيضًا في إطار دعم الشعب السوري في مرحلة التعافي من الأزمة، مشيرًا إلى أن هذا المعرض بعد الحرب يُعد حدثًا بالغ الأهمية ويشكل بداية لمرحلة جديدة من التعاون السوري-التركي التي ستسهم في بناء مستقبل أفضل للبلدين.