عانت الأسواق الأوروبية والأميركية، يوم الأربعاء، من مزيد من الخسائر، بسبب الانخفاض الحاد في أسهم البنوك.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية الـ(بي بي سي) إن "الأسواق الأوروبية والأمريكية عانت من المزيد من الخسائر بسبب الانخفاض الحاد في أسهم البنوك، فيما نفت الحكومة الفرنسية أن تكون هي الدولة التالية بعد الولايات المتحدة في تخفيض تصنيفها الائتماني من مرتبة AAA".
وانتشرت أنباء مؤخرا، أن فرنسا ربما تكون الدولة الثانية التي يخفض تصنيفها الائتماني من فئة AAA بعد الولايات المتحدة.
وكانت فقدت الولايات المتحدة منذ أيام، أرفع تصنيف ائتماني لها لأول مرة في تاريخها في أعقاب قرار شركة التصنيف الائتماني "ستاندرد اند بورس"، خفض تصنيفها من درجة AAA إلى درجة AA+ بسبب العجز المتزايد في الميزانية والديون المستحقة على الولايات المتحدة.
ورفعت أميركا مجموع الدين العام إلى ما فوق عتبة 100% من إجمالي الناتج الداخلي، وذلك فور إقرار الكونغرس رفع سقف الديون الفدرالية.
ووصل الدين الأميركي إلى حده الأقصى وقدره 14294 مليار دولار في 16 أيار الماضي، ولجأت الخزانة إلى ترتيبات محاسبية لمواصلة دفع المستحقات غير إنها لن تتمكن من الاستمرار في تغطية المدفوعات بعد الثاني من آب.
كما نفى كذلك البنك الفرنسي "سوسيتيه جنرال"، الذي انخفضت أسهمه بنسبة 20%، أن يكون عرضة إلى ضغوط مالية، وانخفض مؤشر "كاك" الفرنسي بنسبة 5.5%، بينما خسر مؤشر "فاينانشيال تايمز" البريطاني 3%.
من جهة أخرى، انخفضت الأسهم الآسيوية يوم الخميس، عقب التراجع، الذي شهدته الأسواق الأمريكية والأوروبية، كما انخفض مؤشر نيكايفي بورصة طوكيو في البداية بنسبة 1.8%، ليغلق منخفضا بنسبة 0.79%.
بينما انخفض مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ بنسبة 1.3%، وارتفع مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 1%، بعدما وصلت نسبة تراجعه إلى ما يقارب 4%.
ويتزامن تراجع الأسواق العالمية مع مخاوف من انتقال عدوى الأزمات المالية إلى الاقتصادات الكبرى.
وفي الولايات المتحدة تراجع مؤشر داو جونز بـ4.6%، وفقد مؤشر داو جونز 520.29 نقطة ليغلق على 10719.48 نقطة في خامس يوم من تقلبات الأسواق.
وكان المؤشر شهد خلال الأيام الماضية موجات متعاقبة من الهبوط والارتفاع بأكثر من 400 نقطة.
كما انخفض مؤشر "اس آند بي" بـ4.42%، أي 51.81 نقطة ليصل إلى 1120.72 نقطة.
وجاءت هذه الموجة من الخسائر لتغطي على المكاسب التي حققتها الأسواق يوم الثلاثاء، والتي أتت بدورها بعد خسائر كبيرة يوم الاثنين.
وكان مؤشر "فاينانشيال تايمز" انخفض بـ158 نقطة ليصل إلى 5007 نقطة، وبذلك يكون فقد ما يقرب من 15% خلال الأيام التسعة الماضية من التعاملات.
وفي إيطاليا انخفض مؤشر "فاينانشيال تايمز ام آي بي" على انخفاض مقداره 6.7%.
كما تعرض النظام المصرفي البريطاني إلى خسائر فادحة، حيث انخفضت أسهم باركليز بـ8.7% والبنك الملكي الاسكتلندي بـ7.3 ومصرف "اتش اس بي سي" بـ5.3%.
ويأتي ذلك، في الوقت الذي أكدت فيه 3 وكالات بارزة في مجال التصنيف الائتماني، هي "موديز وستاندرد آند بورز" و"فيتش"، ما ذهبت إليه الحكومة الفرنسية من أنها لن تفقد مرتبة AAA وهي أعلى مرتبة في التصنيف.
لكن الخبير الاستراتيجي في مؤسسة "رابوبانك" ليان غراهام للخدمات المالية، قال إن "هناك ما يبرر قلق الأسواق من أن تفقد فرنسا تلك الدرجة من التصنيف".
ومن المقرر أن تلتقي الحكومة الفرنسية في 24 آب الجاري لمناقشة التدابير الكفيلة بتخفيض العجز في الميزانية.
يشار الى ان معظم اسواق المال العالمية تاثرت بشدة من انخفاض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الامريكية, الامر الذي يتثر شكوكا من امكانية تعرض الاقتصاد العالمي لازمة مالية كتلك التي شهدتها قبل نحو 3 سنوات, وادت الى تبخر تريليونات الدولارات.