ما زال سعر الدولار على حاله منذ ما يقارب الأسبوع مراوحاً بين 81 إلى 82.5 ليرة سورية دون أن تنجح المحاولات المبذولة في خفض سعر صرفه أمام الليرة السورية، وفي تصريح خاص للوطن قال رئيس جمعية الصاغة في دمشق وريفها جورج صارجي إن سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء يوم أمس قد ارتكز على 82/82٫25 ليرة سورية.
وحول سبب ارتفاع سعر صرف الدولار إلى ما يقارب 88 إلى 89 ليرة سورية خلال الأسبوع الماضي قال صارجي: إن المعطيات تشير إلى توقف مصرف سورية المركزي عن بيع الدولار لنحو أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ما يعني بعبارة أخرى توقف أو قلة تدخل المصرف المركزي في أسواق الصرف السوداء ما سبب اهتزازاً فيها وارتفاعاً بالتالي في سعر صرف الدولار بسبب صولات وجولات مضاربي السوق السوداء في هذه السوق وعلى هواهم دون حسيب أو رقيب.
ويضيف صارجي: إن المعتاد في تدخل المصرف المركزي هو قيامه ببيع كميات من الدولارات في كل يوم أحد بحسب العادة إضافة إلى تدخله بكميات أخرى عند الحاجة أو عند محاولة مضاربي السوق السوداء خلق حالة من الانفلات في الأسعار، ولكن انقطاعه عن البيع سواء للتجار أو لغيرهم من الشركات ومؤسسات الصرافة لأسبوعين أو ثلاثة أحدث فراغاً في السوق استغله المضاربون، ولكن عودة المركزي إلى البيع بعد فترة الانقطاع السابقة أعادت الدولار إلى مستويات قريبة من مستوياته السابقة بحيث أصبح المجال الحيوي لسعر صرفه ضمن بدايات الثمانينيات من الليرات السورية ما بين 80 إلى 82 ليرة سورية للدولار الواحد.
وفي نفس السياق قالت مصادر مصرفية مطلعة في تصريح خاص لـ«الوطن»: إن فعاليات السوق السوداء تمكنت في كثير من الأحيان من التأثير بشكل فاعل في سوق صرف العملات الأجنبية أمام الليرة السورية لدرجة تبدو الصورة معها وكأن فعاليات هذا السوق تستقرئ الخطوات المزمعة من قبل الجهات العامة المعنية في هذا الشأن.
وتضيف المصادر المصرفية: إن فعاليات السوق السوداء نجحت في كثير من المرات بالالتفاف على الإجراءات التي قامت بها الجهات العامة لإعادة التوازن والاستقرار إلى السوق السوداء من خلال التراجع والنكوص عن الفعالية في السوق حال معرفتها ببوادر آليات جديدة للتدخل في سوق صرف العملات الأجنبية، بعد أن تكون قد باشرت مضارباتها حال علمها كذلك بتراخي قبضة الجهات المتدخلة عن السوق السوداء.
المصادر شبهت آلية عمل فعاليات السوق السوداء بالسبق خطوة واحدة لكل الإجراءات وآليات التدخل تأسيساً على الفهم الشديد الذي أبدته هذه الفعاليات لطريقة تفكير وآلية تدخل الجهات المتدخلة، ضاربة مثالاً على هذه المسألة بالإجراءات التي اتخذتها فعاليات السوق السوداء بعد حزمة الإجراءات التي نتجت عن الاجتماع الأخير الخاص بالتدخل في الأسواق النقدية وأسواق الصرف على المستوى الحكومي، حيث انكفأت الفعاليات عن الجزء الأكبر من نشاطاتها ومضارباتها ما أفرز انخفاضاً فورياً في أسعار الدولار بمعدل لا يقل عن 2.5 ليرة سورية في سعر صرفه أمام الليرة السورية.