أشار الخبير الاقتصادي الدكتور" مظهر يوسف " حول معنى مصطلح الدولرة " Dollarisation " قيام مواطني بلد ما باستخدام عملة أجنبية إلى جانب، أو كبديل من العملة الوطنية، الأمر الذي يزيد الطلب على العملة الأجنبية من جهة ويضعف الثقة بالعملة المحلية من جهة أخرى.
وذكر "يوسف " أن ناقوس خطر قد دق ويجب علينا التحرك سريعاً ، قبل أن تتوسع الدائرة ، فقد ورد على أحد مواقع الانترنت المتخصصة بالشأن الاقتصادي عن اتجاه تجار وباعة تجزئة في بعض الأسواق السورية، نحو «الدولرة» من خلال طلبهم الدفع بالدولار وخاصة في سوق التكنولوجيا من حواسب وملحقاتها وموبايلات وأجهزة لوحية، حيث لوحظ عرض الباعة الأسعار بالعملة العالمية الدولار إلى جانب العملة المحلية الليرة.
طبعاً هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها بعض التجار البيع بالدولار بدلاً من الليرة السورية حيث لوحظت هذه الظاهرة في العام الماضي عندما تجاوز سعر صرف الدولار عتبة الـ 100 ليرة سورية حيث قام بعض التجار بعرض بضاعتهم مسعرة بالدولار الأميركي.
صحيح أن هذه الخطوة ما زالت خجولة وفي بدايتها وتتم على يد قلة قليلة من التجار، لكنها مؤشر خطير لما يمكن أن يكون في المستقبل، الأمر الذي يذكرنا بما حذرنا منه في شهر تموز من العام 2011 من أن نجاح التجار برفعهم لأسعار السكر يومئذ دون أن يعاود انخفاضه مرة أخرى فإن ذلك سيتبعه ارتفاع أسعار بقية المواد الغذائية الأساسية ومن ثم مواد البناء في المرحلة المقبلة حيث كانت هذه الخطوة جس نبض لقياس ردة فعل الحكومة بعد استقرار المستوى العام للأسعار منذ بداية الأزمة في شهر آذار من عام 2011 حتى ذلك التاريخ، وعندما مر هذا الموضوع رأينا كيف خلال أشهر قليلة بدأ مسلسل الارتفاع المستمر للأسعار الذي لم تتوقف حلقاته حتى الآن.
وبالتالي لابد للجهات المعنية من التصدي لهذه الظاهرة بحزم منذ بدايتها وعدم التهاون في قمعها.