وصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء يوم أمس الإثنين إلى 135-136 ل.س للبيع و134 ل.س للشراء، مسجلاً بذلك انخفاضاً يتراوح بين خمس وست ليرات سورية قياسا بيوم الأحد الذي سبقه.
وكان سعر صرف الدولار في السوق السوداء قد شهد خلال عطلة الأيام الستة ارتفاعات غير مسبوقة إن كان من حيث عدد الليرات المسجلة ارتفاعا أو من حيث الزمن المستغرق في تسجيل هذا الارتفاع، حيث تخطى سعر صرف الدولار خلال العطلة 140 ل.س للبيع، مسجلاً بذلك ارتفاعاً مقداره نحو عشر ليرات سورية عن آخر يوم عمل قبل العطلة، بالنظر إلى تفرد المتلاعبين ومضاربي السوق السوداء بهذه السوق دون أي تدخل من الجهات التدخلية المعنية بهذه المسالة، مع الأخذ بالحسبان ما اعتبرته جهات عدة من أن هذا السعر مجرد سعر وهمي بشكل فقاعة لا يباع به ولا يشترى بل هو سعر تضخمي هدفه الترويج للسعر نفسه في محاولة لجعله سعراً حقيقياً فاعلاً ولو بمستويات أقل، مع تأكيدات لمتعاملين بأنه لا توجد حركة تذكر في السوق السوداء من جهة الطلب فالحذر يسود مناخ التعاملات.
قال الخبير الاقتصادي المتخصص في اقتصاديات الأسعار " الدكتور مظهر يوسف " إن قوى السوق السوداء تستغل فترات العطلة سواء كانت عطل الجمعة والسبت أم عطلة عديدة الأيام، لرفع سعر الصرف إلى معدلات قياسية والسبب في ذلك أن المركزي لا يتدخل خلال العطل، على الرغم من أن الكثيرين تمنوا عليه أن يوجد آلية للتدخل خلال العطل، بالنظر إلى أنها مشكلة حقيقية، على الرغم من العرض والطلب على الدولار من قبل المواطن والتاجر يكون في حده الأدنى خلالها، وبالتالي ما من مبرر عملياً لارتفاعه إلى هذه المستويات القياسية، إلا تلاعب قوى السوق السوداء، مشيراً إلى ضرورة خلق آلية تدخلية خلال العطل، أو على الأقل أن يعدل دوام الجهات التدخلية بحيث يتوافق مع دوام شركات ومؤسسات الصرافة لضمان استمرار التدخل.
وحول تكلفة لجم ارتفاعات سعر الصرف بعد المستويات العالية التي وصل إليها قال الدكتور يوسف بحسب صحيفة " الوطن " إن التدخل حالياً ليس بضخ كميات إضافية لأن الجوهر هو عمليات التلاعب التي يقوم بها مضاربو السوق السوداء، وهل من المعقول بعد سنة ونصف السنة من تلاعب المضاربين بسعر الدولار عدم معرفة من يتلاعب بسعر الصرف..!! وإن كنا نعرف لماذا لا نعالج..! وبالتالي مهما ضخخنا من الدولارات فلن نغير من المعادلة شيئا، بل يجب أن تكون المعالجة ردعية وليست تدخلية.
وحول النسب المحتملة لانخفاض سعر الصرف بعد بدء الدوام الرسمي قال يوسف إن من غير المتوقع آلية إجراءات الجهات التدخلية، مع وجوب الأخذ بالحسبان الآثار المحتملة للعدوان الإسرائيلي الإرهابي على ريف دمشق بالنسبة لسعر الصرف، بالنظر إلى وجود من يستغل أي طرف عام لمحاولة رفع السعر والتلاعب به، متوقعاً في الوقت نفسه أن يكون اليوم (الثلاثاء) يوم هدوء لسعر الصرف إلا إذا كان المتلاعبون يملكون توقعاً مسبقاً لردة فعل المصرف المركزي.