أنهى مصرف سورية المركزي أمس اجتماع التدخل الثامن خلال ثلاثة أسابيع وقرر بيع شركات الصرافة الدولار بسعر 173.25 ليرة على أن يتم بيعه للمواطنين بسعر 175 ليرة ويأتي هذا التدخل الجديد في السوق بعدما استطاع المركزي وخلال فترة أقل من شهر خفض قيمة الدولار من 325 ليرة إلى 175 ليرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا يعني هذا الهبوط السريع لسعر الدولار وهل سيبقى هذا التدخل ممكناً بشكل مستمر وهل هو إجراء رتيب وصحي وطبيعي ؟
د.عابد فضلية المحلل المالي والأستاذ في كلية الاقتصاد قال: إن النزول السريع لسعر الدولار هو نتيجة حتمية للصعود السريع فكما أن الصعود تم خلال الفترة الماضية بشكل سريع ومتواتر وبقفزات عالية جاء الانخفاض سريعاً أيضاً وبنفس المستوى ليثبت أن التدخل الإيجابي ضروري ومفيد ولو أنه جاء متأخراً.
وأضاف بحسب صحيفة " الثورة " : لو أن المركزي تدخل بنفس الآلية والخطة والمنهجية والاستمرارية في السابق منذ أن كان الدولار بـ 100 لما وصلنا إلى هنا.
وعن وعود المصرف المركزي بإيصال الدولار إلى 150 ليرة مع نهاية شهر رمضان تساءل فضلية: لماذا تم وضع هذا الرقم بالتحديد ؟ وما هو هذا المؤشر؟..وقال: إن خفض قيمة الدولار يتطلب تدخلاً مستمراً ومتواتر وبزخم من قبل المركزي لكنه من ناحية أخرى يكلف جزءاً هاماً من احتياطي الدخل الأجنبي.
وأضاف: إذا أفلح المركزي بإيصال الدولار إلى 150 ليرة أو 100 ليرة وذلك كلما ضخ الدولار في السوق فهل هذا الإجراء ممكن في كل الأوقات؟ وهل يمكن أن يكون إجراء رتيباً و بشكل مستمر؟ و الأهم من سعر الدولار المنخفض هو استقراره في السوق على مدى زمني متوسط.
وقال فضلية: نأمل أن يحافظ المركزي على استقرار سعر صرف الدولار ولو بسعر أعلى من السعر المخطط له لأن الاستقرار يتطلب التدخل بالمفاعيل الاقتصادية والتأثير على المؤشرات الاقتصادية والانتاجية والاستقرار المستدام لقيمة العملة الوطنية لايكفي والاستقرار يتطلب أيضاً التدخل في تنشيط العجلة الانتاجية لكي نضمن أن يكون استقرار الدولار عند حد معين ثابتاً ومستقراً.
ونوه إلى أن التدخل مكلف بالنسبة لثروة الاحتياطي وأن استقرار السعر ولو كان عالياً يمكن على المدى الطويل أن يؤثر على مستوى الأسعار.