أنهى مصرف سورية المركزي أمس اجتماع التدخل الثامن خلال ثلاثة أسابيع وقرر بيع شركات الصرافة الدولار بسعر 173.25 ليرة على أن يتم بيعه للمواطنين بسعر 175 ليرة ويأتي هذا التدخل الجديد في السوق بعدما استطاع المركزي وخلال فترة أقل من شهر خفض قيمة الدولار من 325 ليرة إلى 175 ليرة.
وبهذا يكون المركزي قد خفض سعر الدولار بمقدار ثلاث ليرات سورية جديدة، حيث كان قد سمح ببيعه في جلسة التدخل السابقة بسعر ( 178 ) ليرة.
ويؤكّد المصرف المركزي على عدم صحة ما يشاع حول نيّته بالتوقف عن التدخل في سوق القطع الأجنبي، حيث أدّت هذه الشائعات إلى ارتفاع سعر صرف الدولار في سوق القطع الأجنبي إلى مستوى يفوق 200 ليرة للدولار، حيث لوحظ اليوم قيام بعض المضاربين بنشر مثل هذه الشائعات وذلك باعتبار أن مصالحهم قد تضرّرت بشكلٍ كبيرٍ نتيجة انخفاض سعر الصرف في السوق، و تعرضهم نتيجة ذلك لخسائر كبيرة الأمر الذي دفعهم إلى القيام بمحاولاتٍ جديدةٍ لرفع سعر الصرف في السوق لإعطاء إيحاءٍ للمتعاملين وخاصةً الأفراد أن إجراءات مصرف سورية المركزي ليس لها جدوى، وأن انخفاض سعر الصرف هو آنيّ سيعاود بعده الارتفاع، وبهذه الطريقة يستطيع هؤلاء المضاربون التعويض عن خسائرهم على حساب المواطنين.
كما تجدر الإشارة إلى أن استجابة الأفراد لهذه الشائعات والإقبال على شراء القطع الأجنبي من السوق السوداء دون وجود أي حاجة فعلية له سوف يعرضهم لخسائر كبيرة نتيجة شراء القطع الأجنبي بسعر أعلى من السعر الحقيقي في السوق، هذا إلى جانب أنهم سيشاركون في هذه الحالة وبشكل غير مقصود برفع سعر الصرف في السوق وهذا ما يؤدي إلى تراجع قوتهم الشرائية.
يُذكر أنّ هذه الجلسة هي الجلسة الثامنة التي يجريها مصرف سورية المركزي بهدف إعادة سعر الصرف إلى مستويات مقبولة، حيث أسهم التدخل في سوق القطع الأجنبي في انخفاض سعر صرف الليرة بعد الارتفاعات الكبيرة وغير المبرّرة التي حصلت خلال الفترة الماضية، هذا بالإضافة إلى أن تدخل المصرف المركزي أدى إلى حدوث تقارب كبير بين أسعار الصرف الرائجة في السوق غير النظاميّة وتلك المعتمدة من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة.