هبطت اسعار العملات الأجنبية في السوق المحلية وخاصة الدولار الأمريكي الذي كسر مستوى 170 ليرة سورية ملامساً أدنى مستوى له في 14 اسبوعاً وتحديداً 16 حزيران الماضي حيث كان سعر المبيع 168 ليرة،لترتفع خسارة الدولار اما الليرة السورية لأكثر من 16% في الأيام الثلاث الأولى من الاسبوع الجاري ، لتعزز الليرة االسورية من مكاسبها امام سلة العملات الرئيسية في السوق المحلية وتحديداً في السوق السوداء معوضةً خسارة ثلاثة أشهر ونصف الشهر في ثلاثة أيام فقط.
وقد واصل الدولار انخفاضه التدريجي حتى مستوى 163 ليرة للشراء و168 للمبيع في دمشق مساء أمس، ليلامس بذلك أدنى مستوى له في 14 أسبوعاً، وتحديداً منذ 16 حزيران الماضي حيث كان سعر المبيع 168 ليرة.
وبهذا تعوض الليرة خسارة ثلاثة أشهر ونصف الشهر في ثلاثة أيام، بينما يكون الدولار قد سجل خسارة بأكثر من 41% أمام الليرة في شهر، حيث كان يباع بـ285 ليرة في نهاية آب الماضي، أي بما يزيد على 117 ليرة عن سعر الأمس.
ووفق بيانات موقع "B2B " فقد ساد الانخفاض الذي شهده الدولار جميع المحافظات السورية إذ ان جميعها أغلقت عند مستويات تراواحت ما بين 163-164 ليرة للشراء و167-168 ليرة للمبيع.
ففي حماة سجل الدولار يوم أمس 164 ليرة للشراء و167 ليرة للمبيع، أما اللاذقية فبلغ سعر الدولار يوم أمس 164 ليرة للشراء و168 ليرة للمبيع،بالمقابل شهدت طرطوس انخفاض دون 160 ليرة بحسب بعض المصادر التي لم يستطع موقع "B2B " من التأكد منها إذ سجل 152 ليرة للشراء و158 ليرة للمبيع.
كما بدأ واضحا التأثير انخفاض الدولار الى لبنان ليبلغ سعر الدولار مقابل الليرة السورية في العاصمة بيروت 161/165 وطرابلس 162/165 ليرة.
هذا الانخفاض في الدولار ، كان له عمل ايجابي في تراجع سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطا في السوق المحلية مساء يوم أمس لأدنى سعر له في 4 أشهر عند بلغ سعره 6300 ليرة ، مقابل 1334.59 دولارا للاونصة وبسعر الدولار 167.80 ليرة، فيما بلغ سعر غرام الذهب عيار 18 قيراطا 5485.
وتتلقى الليرة دعمها من عوامل أساسية مريحة مرتبطة بالانفراج السياسي المرتقب، وتشديد الرقابة على الأسواق، إلى جانب ذلك تكتسب الليرة دعماً فنياً مهماً بسبب انحسار مستوى الطلب في السوق إثر حالة القلق بين المضاربين الناجمة عن تحرك العوامل الأساسية في السوق لتخدم الليرة على حساب العملات الأجنبية.
ومن جهة أخرى، ساهمت الأجواء الأساسية والعوامل الفنية الداعمة لليرة في السوق بانخفاض العائد المتوقع من عمليات المضاربة على المدى القصير، والذي لا ينسجم مع مستوى المخاطر في السوق، ما أدى إلى عزوف معظم المتعاملين عن إجراء الصفقات هذه الأيام، لتبرز حالة انسحاب للمتعاملين وترقبهم لمجرى الأحداث، وخاصة بعد أن كسر الدولار حواجز نفسية قوية في ثلاثة أيام، هي حاجز 200 و185 ليرة.
وبأسعار الأمس تتعطل ظاهرة المراجحة بين السوقين النظامي والسوداء، نظراً لأن أسعار السوداء هبطت دون أسعار النظامية في الشركات والمكاتب المرخصة، حيث كانت حركة المراجحة نشطة فيما سبق، لما كان المضاربون يشترون الدولار على 175 ليرة من السوق النظامية ويعيدون بيعه بأكثر من 200 في السوداء.
وتضاربت الآراء بين نفي وتأكيد ما ورد في بعض الوسائل الإعلامية الإلكترونية عن أن مصرف سورية المركزي قد سمح لشركات ومكاتب الصرافة المرخصة ببيع وشراء الدولار من جميع المواطنين وبالأسعار الحرة للسوق، على أن يكون السعر الذي تبيع وتشتري على أساسه شركات الصرافة أدنى من 170 ليرة سورية، وهو سعر التدخل الذي يعتمده المركزي مع شركات الصرافة، بحيث تستطيع أي شركات صرافة أن تشتري من المواطنين تحت هذا السعر، وأن تبيع الكميات التي تريدها بنسبة ربح 1%. وقد نفت أكثر من شركة صرافة لـ«الوطن» علمهم بهذا القرار.
ويتفق مراقبون أن المركزي يملك فرصة ذهبية لإعادة الدولار إلى 150 ليرة لو عرف كيف يتصرف خلال اليوم وغداً، مرجحين تحرك الدولار إلى 150 ليرة هذه الأيام، مع احتمال لدخول جديد إلى السوق عند مستويات متدنية للدولار.
بالمقابل كتب المحلل والخبير الاقتصادي "رامي العطار " يوم أمس أن مصرف سورية المركزي يبدو اليوم أمام فرصة ذهبية، في حال (رغبته بالتأثير على سعر الدولار هبوطاً)، حيث أنّ باستطاعته اغتنام حركة المؤشر الهابطة، وسياسة البيع التي تمت بالأمس.
المركزي يعمل كمضارب في السوق منذ بداية الهبوط المتوالي لليرة السورية ، حيث أنه يقوم بعرض الدولار للبيع بكميات كبيرة للتأثير على السعر، فهو يمثل بذلك العمل "هامور السوق" الذي يقوم بتصريف ما يملك ويقوم بتوريط المحافظ الصغيرة، إلا أنّ المركزي لا يبدو مهتماً لأمر الذين سوف يخسرون لأنه يملك حجته الداعية، لعدم شراء الدولار والاحتفاظ بالليرة السورية، بالتالي هي مسؤولية من لم يستمع للتحذيرات.
في التحليل الفني لمؤشرات الأسعار، تتكون حالات كسر الاتجاهات بين حالة لكسر اتجاه "هابط" وأخرى "لاتجاه صاعد"، وللتأكيد فإنّ كسر الاتجاه يجب أن يترافق معه حجم تداول مرتفع، واستقرار لمدة يومين بعيداً عن الكسر.
لا مشكلة بالاستغناء عن شرط "حجم التداول المرتفع" أثناء حالة الكسر في للاتجاه الصاعد، والسبب بأن "الهبوط" لديه حالة نفسية قويّة، ويمتلك الهدف قوة جاذبة تسحب السعر إليه
.
ولذلك، دائما ما يجتاز السعر هدفه المقصود بالحالات الهابطة بنسبة 5%، ليعود أدراجه الى هدفه الطبيعي، فهدف نقطة دعم الدولار 185، سيتم تجاوزها بسبب "قوة الهبوط" التي تجعل من نقطة الدعم ضعيفة لصده بالضربة الأولى، ريثما تنتهي حالة الرغبة في "البيع" وعادة ما تتنهي سريعاً.
وهنا يكمُن دور "المركزي" في قدرته على استغلال تلك الحالة، ليقوم بتثبيت السعر أسفل منطقة الدعم (185) ل.س، كما أنّ حالة المؤشر تملك نموذج "هارمونيك" يُمكن لها (في حال ضخ المركزي لجزء من الدولار في السوق)، أن تحقق سعر (168) ل.س للدولار، ليكون الارتداد منها صعوداً.
ملاحظة: لا أقول بأن ذلك هو هدف الدولار، ولكني أنوه لحالة ربما يقوم المركزي باستغلالها، ولن تقود الشاري للخسارة بل للربح الكبير لأن الدولار سيرتد منها بنسبة كبيرة.
المصدر: متابعة من صحيفة "الوطن " المحلية وموقع سيرياستوكس