بين وزير الصحة سعد النايف، خلال أعمال الدورة الستين للجنة الإقليمية لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، أن سورية كانت في الصف الأول من دول اقليم شرق المتوسط من حيث الوضع الصحي بمختلف جوانبه، فوزارة الصحة لديها 22 مشفى من الإختصاصات كافة، إضافة إلى مشافي باقي الجهات العامة ليصبح عددها 124 مشفى عاماً وذلك بالإضافة إلى 400 مشفى خاص تم تخريب العديد منها خلال هذه الحرب.
وأضاف النايف، أن سوريا كان لديها 1921 مركزاً صحياً وعيادة شاملة تقدم أفضل خدمات الرعاية الصحية الأولية بالإضافة إلى الخدمات التخصصية كالسكري والجلدية و 72 من معامل الأدوية الوطنية التي تنتج 93 من احتياجات السوق المحلية من الدواء وباقي الاحتياجات وهي 7٪ كانت أدوية نوعية تستورد من الخارج، إضاقة إلى منظومة إسعاف متطورة، إلا أنه تم خلال الحرب تدمير 25 معملاً دوائياً وكذلك سرقة التجهيزات وخطوط التصنيع في البعض الآخر منها واستشهاد عدد من خيرة الكوادر الطبية.
وأوضح النايف، أنه لابد من تبني المنظمة لمبادرات إقليمية مناسبة ولا سيما دعم إقامة حملات تلقيح متزامنة في جميع دول جوار سورية ولاسيما تلك التي ظهرت فيها بعض الفيروسات بمرض شلل الأطفال في بعض دول الإقليم وغيرها من الدول، وكذلك تبني إستراتيجيات مناسبة لإبراز مخاطر إمكانية عودة انتشار بعض الأمراض في بعض الدول نتيجة الظروف الإقليمية وإنتقال الأفراد من مختلف الجنسيات عبر الحدود بشكل غير شرعي، مما يتهدد استقرار الأمن الصحي الإقليمي آخذين بعين الإعتبار أن بعض هؤلاء الأشخاص يتوافدون من دول معروفة بانتشار الأمراض السارية والمعدية.
وأكد النايف، أن سورية اتخذت العديد من الإجراءات للتصدي لمرض شلل الاطفال حيث بدأ العمل ببرنامج التلقيح الوطني في سورية عام 1978 والوصول إلى نسبة تغطية باللقاحات لا تقل عن 95٪ في جميع المحافظات، وكان آخر ظهور لفيروس شلل الأطفال البري في سورية عام 1995 وظهرت حالة فيروس شلل أطفال مستوردة في العام 1999 وكانت ذات منشأ هندي مضيفاً أنه تم الإبلاغ عن (16 حالة) شلل رخو حاد مشتبهة بشدة من محافظة دير الزور وقد تم أخذ عينات برازية من هؤلاء من مشفى الأطفال بدمشق ومن محافظة دير الزور أرسلت العينات إلى مخابر الصحة العامة في وزارة الصحة، وتبين أن أغلبها إيجابية وتم إرسالها مؤخراً إلى المخبر المرجعي الإقليمي بالقاهرة لبيان نوع الفيروس وجاءت النتيجة أن 9 من هذه الحالات كانت إيجابية والباقي غير مثبتة وبحاجة إلى إعادة اختبار.
وأشار النايف، إلى أن وزارة الصحة تقوم بالتنسيق مع المنظمات الدولية والهلال الأحمر السوري لإيصال اللقاحات وتلقيح الأطفال في المناطق الساخنة وتم عقد اجتماع عاجل بين وزارة الصحة ولجنة الإشهاد الوطنية لاستئصال شلل الأطفال ووزارة التعليم العالي وجمعية اطباء الاطفال السورية لمناقشة هذه الحالات ومتابعتها، إضافة إلى التنسيق مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف بغرض إجراء حملات تلقيحية بشكل متزامن في دول جوار سورية.