قال رئيس لجنة المشاتل والأزهار في سورية " المهندس محمد الشبعاني " إن سورية مهيئة لانتاج أغلب نباتات الزينة والأزهار وانتقلت من الاكتفاء الذاتي إلى التصدير وحاليا نصدر إلى بعض دول المجاورة مثل الأردن العراق ولبنان ما يقارب ألف سيارة شاحنة مليئة بنباتات الزينة الداخلية والخارجية وكميات بسيطة من أزهار قطف.
وأوضح الشبعاني بحسب وكالة الأنباء"سانا" أن سورية كانت تنتج قبل الأزمة حوالي 2 مليار زهرة سنويا ويتم تصدير جزء من الانتاج حتى إلى سوق الورد بهولندا بورصة الزهور بالإضافة الى دول الخليج العربي ودول الجوار.
وعن خصوصية هذه الزراعات أوضح الشبعاني أن أزهار القطف ولحساسية نقلها تحتاج للسرعة الكافية ونظرا لغلبة الروتين وارتفاع الرسوم والمدفوعات المختلفة التي توازي في بعض الاحيان أرباح أي شحنة زهور.
أضاف الشبعاني أنه وبالرغم من ارتفاع كلفة الانتاج إلى حوالي أربعة اضعاف تقريبا إلا أن البيع ما زال بنفس الأسعار القديمة فمثلا النايلون وهو مادة مهمة لتغطية البيوت البلاستيكية زاد سعره من 12 ألف ليرة إلى 60 الف ليرة سورية للرول.
وبالنسبة لعقبات العملية التصديرية قال الشبعاني "إن انتهاء المخزون سيؤثر على هذه العملية إذ سنضطر لدفع تكاليف جديدة وبالتالي رفع الأسعار".
وكشف الشبعاني أن مردودية الدونم من الأزهار القطف ونباتات الزينة تساوي في المردود من عشرة 10 إلى 15 ضعفا تقريبا من الزراعات الحقلية خضار وفواكه إضافة إلى تشغيل اليد العاملة والقيمة المضافة لبعض أصناف الازهار العطرية والنباتات الطبية فعلى سبيل المثال ينتج الدونم وسطيا للورد الدمشقي حوالي 100 كيلو غرام من بتلات الورد خلال موسم الازهار وقبل الازمة ليعط يحوالي 100 لتر من ماء الورد الصافي يباع في الاسواق بحوالي700 ليرة للتر الواحد وان 1 كغ من بتلات الورد يساوي 300 ليرة كاخضر ويصل إلى ألف ليرة مجفف.
واضاف الشبعاني إن سورية تعتبر منجما طبيعيا لا ينضب من هذه النباتات سواء نباتات الزينة اوالطبية بالاضافة لنباتات نستخرج منها ادوات تجميل وعطور ايضا ولكن هذه الزراعات لا تحظى بالاهتمام الكافي فهي تقوم على جهود فردية حيث ان العديد من المزارعين قاموا بجهود موجهة من اتحاد غرف الزراعة وخاصة دمشق وبتوجيهات من بعض المسؤولين في وزارة الزراعة بزراعة مساحات كبيرة بانواع مختلفة.
وقال "إن الزهور اغلى من الذهب وأبقى من النفط لان واحد كيلو غرام من زيت الوردة الشامية يساوي 30 ألف دولار وسطيا".
ولتحسين واقع هذه الزراعة والوصول إلى أفضل النتائج المرجوة اقترح الشبعاني تخصيص المزارعين باراض لانشاء مناطق زراعية لانتاج نباتات الزينة والازهار اي انشاء ما يسمى بمدينة زهور في أغلب المناطق السورية.
وأشار الشبعاني الى أن أهم مناطق زراعة هذه النباتات هي جبال القلمون وجبل الشيخ الجولان وحلب و ريفها اضافة الى غوطة دمشق وحديثا بدا انتشار مزارع الأزهار في مناطق عدة نظرا لاهميتها الطبية ولفوائدها البيئية وهي الحد من التصحر ومكافحة الجفاف وتشغيل المراة الريفية والاستفادة من محطات معالجة الصرف الصحي في سقاية المساحات الخضراء منها.
يشار إلى أن سورية فازت بمهرجان بغداد الخامس للزهور بالمركز الأول على سبعين دولة وشركة وهيئة وذلك خلال العامين 2012 و2013.