أوضح " الخبير الاقتصادي عابد فضلية " ، أن المستهلك السوري اليوم لم يعد يحمل نفس النمط الاستهلاكي الذي كان يتبعه قبل الأزمة حيث تغير نمط استهلاكه كثيرا.
ولفت إلى أن ترشيد الاستهلاك لا يمكن فرضه بقرار حكومي، بل هو وعي ذاتي وضرورة وحاجة تفرض نفسها على المستهلك، نتيجة أوضاع اقتصادية معنية.
وأشار "فضلية" بحسب موقع "الاقتصادي" إلى أن الترشيد أصبح حالة عادية بالنسبة للمستهلك، لافتا إلى أن كل مواطن دون استثناء قام بترشيد استهلاكه بشكل عفوي، وغير من أنماط وعادت استهلاكه سواء بوعي أو دون وعي أو بشكل إجباري أو اختياري.
وقال: "لا شك أن ترشيد الاستهلاك حدث في كل منزل، حتى لو كان تعاطفا مع الفقراء أو نتيجة ردة فعل نفسية للأوضاع، فالمجتمع السوري اليوم لا يحمل نفس النمط الاستهلاكي الذي كان يتبعه قبل الأزمة بل تغير كثيرا".
وعن مدى تأثير ترشيد الاستهلاك على الأسعار ووفرة المواد قال فضلية: "الترشيد أثر على الأسعار فالعرض أصبح أقل والطلب أنخفض بسبب انخفاض القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار، كما أن الطلب على السلع تغير، حتى بات التركيز على السلع الغذائية الأقل سعرا من قبل المستهلكين، كما أن العادات الاستهلاكية تغيرت فأصبح التركيز أكثر على السلع والمواد المشبعة والرخيصة مثل الخبز وغيره من الوجبات الأخرى".
وكان رئيس "مجلس الوزراء" وائل الحلقي قد أشار مؤخرا، أن تغيير الأنماط السلوكية الاستهلاكية يؤدي إلى وفرة المواد ويساهم في جعل الأسعار مقبولة، لافتا إلى ضرورة تكيف المواطنين مع متطلبات المرحلة وتغيير ثقافتهم الاستهلاكية، وشراء احتياجاتهم فقط، "لأننا في أزمة واقتصادنا اقتصاد حرب ويواجه حصارا"، والتحول من سياسة الهدر والبذخ إلى الترشيد وضبط الإنفاق، ومن مواطن مستهلك لمقدرات الوطن إلى مواطن منتج يساهم في الدورة الاقتصادية الوطنية.