يتمتع ثلاثة أرباع العاملين في لبنان باندفاع مهني، فيما يطمح بعضهم الى الحصول على ترقية ويخشى بعضهم الآخر من فقدان وظيفتهم والتحوّل عاطلين عن العمل.
ففي استبيان حديث أجراه موقع "بيت. كوم"، وهو أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط بالتعاون مع YouGov المنظمة المتخصصة بالبحوث والاستشارات، عن "التطلعات المهنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، يبرز قطاع تكنولوجيا المعلومات كالصناعة المفضّلة لـ10% من القوة العاملة الحالية والمحتملة في لبنان. يليه في المركز الثاني قطاع التسويق والعلاقات العامة بنسبة 9%، ثم المصارف والتمويل بنسبة 8%.
وعند السؤال عن تعريف الوظيفة المثالية، أشار المشاركون في الاستبيان الى أن أهم عوامل هذه الوظيفة المثالية هي الراتب الشهري والفوائد (70%)، وفرص النمو الوظيفي (66%) والعمل الذي يتميّز بالتحدي (28%). وأوضح نصفهم (46%) أن وظيفتهم الحالية هي الوظيفة المثالية، على رغم أن معظمهم (65%) يرغبون بالعمل في منصب أعلى، أو يتطلعون لأن يصبحوا خبراء في مجالاتهم (47%). وعلى رغم المستوى اللافت للمهنيين من حيث الرضا، أشار نصف المشاركين إلى عدم توافر العديد من الفرص للتطور المهني ضمن شركتهم الحالية. لذلك، يستعد 3 من أصل 10 مشاركين (32%) للانتقال إلى مجال آخر من الخبرة أو قسم آخر للتطور في وظيفتهم، أو للانتقال إلى قطاع آخر على الإطلاق (25%).
وفي الاستقصاء عن الأسباب التي دفعت هؤلاء المشاركين في الاستبيان الى قبول وظيفتهم الحالية، أشار 38% من المهنيين إلى أنها كانت الوظيفة الأولى أو الوحيدة التي حصلوا عليها. وصرح 11% بأنهم قبلوا بوظيفتهم بسبب الراتب الشهري أو الفوائد المقدمة لهم، في حين أوضح 21% منهم أن وظيفتهم توفر لهم فرصة العمل في القطاع الذي يحلمون به. واللافت أن 11% من المشاركين أبدوا حماسة للحصول على الوظيفة بسبب سمعة الشركة.
الحافز الوظيفي
تعتبر مستويات الحافز الوظيفي في لبنان مرتفعة، اذ يشير 74% من المشاركين إلى أنهم "متحمسون إلى حد ما" أو "متحمسون بشكل كبير" في العمل. ويقول هؤلاء إنه يمكن تعزيز الحافز الوظيفي من خلال تقديم رواتب شهرية أعلى، والمزيد من الفوائد والتقدير(58%)، تليها فرص التعبير عن الابتكارات واستعراض المهارات (48%)، وترقية (42%). وتتضمن أسباب البحث عن التوظيف التعلم والحصول على الخبرات على نحو مستمر (72%) وفرصة أن يكون الشخص موظفاً يحصل على دخل (59%)، بالإضافة الى الاستقلالية المالية (50%).
وقد وضع 7 من أصل 10 (66%) من العاملين أو الباحثين عن عمل أهدافاً مهنية لأنفسهم، ووضع 24% منهم أهدافاً للسنوات الخمس المقبلة، مقارنة بـ20% فقط ممن لم يضعوا أي هدف لأنفسهم.
وعند السؤال عن المعوقات التي تقف في وجه النمو المهني، قال المشاركون ان النقص في فرص النمو (47%) والإدارة الضعيفة (24%) هي أهم العوائق. وبشكل عام، يبدو المشاركون سعداء ببيئة العمل، اذ أوضح 46% أنهم "سعداء الى حد ما" أو "سعداء الى حد كبير". لكن يعتقد بعضهم أنه يمكن الحكومة المساعدة في تطوير بيئة العمل من خلال زيادة فرص العمل (75%) والمزيد من الشفافية في ما يتعلق بالرواتب الشهرية ضمن الشركات (54%) وزيادة تطوير قوانين العمل (46%).
وتعتبر الدراسات العليا ضمن مخططات الـ66% من المشاركين، وينوي 32% منهم الانضمام إلى جامعة في الدولة التي يقيمون فيها. ويرغب 6 من أصل 10 مشاركين (57%) بالتقاعد عند بلوغهم الستين من العمر، على رغم أن 35% يتطلعون للتقاعد بين سن 50–60. وبالنسبة إلى المشاركين في لبنان، شملت أبرز أولويات الحياة الوظيفة الناجحة (71%)، والثبات المالي/الاستقلال والصحة الجيدة (61% لكل منهما). عموماً أبدى المشاركون قلقهم حيال القضايا المادية (63%) بالإضافة إلى فقدان الوظيفة/البطالة (44%)، والتوازن بين العمل والحياة (33%). وبالنسبة الى معظم المشاركين، قد تؤدي البطالة الى نتائج سيئة، اذ أشار 40% الى انهم لم يتمكنوا من الادخار في خلال العام الماضي.