ستة أشهر مضت على تشكيل اتحاد المصدرين السوري بحلته الجديدة كانت كافية لإعطاء جرعة أمل قوية للمصدرين السوريين الذين عانوا كثيرا جراء الأزمة التي سيطرت على سورية منذ عدة سنوات وفقد معها المصدرون معاملهم وانتقل غالبيتهم لورش صغيرة وكان لزاما على الاتحاد لتطوير الصادرات السورية من حل العديد من الاشكالات المتعلقة بالمنشآت فلا إمكانية للتصدير مالم يكن هنالك إنتاج بكميات كبيرة .
من سيريامود إلى سيريا موتكس حكاية نجاح
أول نشاطات الاتحاد كان اطلاق معرض سيريامود 2 خلال شهر شباط الماضي والذي شاركت به 100 شركة تعمل في مجال الألبسة وحسب رئيس اتحاد المصدرين محمد السواح في حديثه لموقع b2b فقد وصلت العقود التي وقعت في المعرض لحوالي 70 مليون دولار وزاره حوالي 600 تاجر من عدة دول وحظي باهتمام اعلامي عربي وعالمي كبير وأعطى انطباعا عن عودة الحياة للصناعة السورية ونظرا لطلب التجار فتم اطلاق دورة لمعرض سيرياموتكس في شهر نيسان مخصص لرمضان والعيد اقتصرت المشاركة فيه على الألبسة الولادية ومع ذلك فقد شارك بالمعرض 114 شركة وحقق نجاحا كبيرا وخلال الأيام المقبلة ستنطلق الدورة الثانية لمعرض سيرياموتكس في بيروت بمشاركة أكثر من 200 شركة وللمرة الاولى سيخصص جناح للصناعات الجلدية وجناح للزهور ونباتات الزينة ونتوقع أن يكون هذا المعرض نقلة نوعية في عودة الالق لصناعة الالبسة السورية .
من مزرعة فضلون اطلاق بداية اعادة الاعمار
ويؤكد السواح أن اتحاد المصدرين وضع هدفا له وهو عودة العمل للمنشآت المتوقفة في المناطق التي أضحت آمنة ومن هنا كان التوجه الى منطقة مزرعة فضلون الصناعية والتي تعد منطقة صناعية هامة للصناعات التصديرية وتصل طاقتها التصديرية إلى مليار دولار سنويا وتقع على مساحة 500 دونم وتحتوي 500 منشأة منها 90% للصناعات التصديرية وبحجم عمالة من 65 إلى 100 ألف عامل، وتصدر منتجاتها إلى الأسواق العالمية والأوربية حيث عمل الاتحاد على اعادة تأهيل البنى التحتية للمنطقة بالتعاون مع وزارة الكهرباء ومحافظة ريف دمشق كما يتم متابعة تأمين قروض لأصحاب المعامل بالتنسيق مع مصرف سورية المركزي وتم تشكيل لجنة من الصناعيين بالمنطقة تتابع الاشراف على الاعمال المنجزة ونسعى للتغلب على كل المشاكل الموجودة هناك وان شاء الله ستنتهي هذه الاعمال خلال ايام قليلة ليبدء بعدها أصحاب المنشآت بتجهيزها للعمل ونسعى حاليا لنقل هذه التجربة الى منطقة الزبلطاني الصناعية والى محافظات حمص وحماة
دعم الصادرات الزراعية والزهور
منذ بداية عمل الاتحاد كان الاهتمام الكبير بالقطاع الزراعي ويؤكد إياد محمد خازن الاتحاد والمشرف على لجنة القطاع الزراعي النباتي لموقع b2b أن الاتحاد بدأ بدعم المشاركة السورية في معرض بغداد الدولي للزهور وحاز الجناح السوري على المركز الاول في هذا المعرض وتم تشكيل لجنة لمصدري الزهور ونباتات الزينة حيث نقدم أي دعم مطلوب لزيادة الصادرات السورية منها وأكدنا استعدادنا لتأمين أي مبالغ مطلوبة لشراء سيارات مبردة لنقل الزهور وأي أمر آخر وقمنا كاتحاد بالمشاركة بمعرض الربيع للحدائق والزهور في بيروت وتأمين زيارة لمنتجي الزهور للمعرض وسيكون هنالك مشاركة في معرض سيرياموتكس ومعرض اربيل خلال الشهر الحالي كما أننا بصدد تقديم الدعم لزيادة إنتاج الوردة الشامية وتصنيع منتجاتها وتصديرها لمختلف دول العالم
وفيما يتعلق بالمنتجات الزراعية فلقد أقمنا العديد من ورش العمل مع منتجي العنب والبندورة و التفاح والحمضيات وزيت الزيتون والفواكه بمختلف انواعها للوصول الى كافة مشكلاتهم ووضع الحلول المناسبة لها بالتعاون مع المنتجين وستظهر نتائج عملنا خلال الفترة القادمة ويتم العمل حاليا على مشروع بنك زيت الزيتون السوري الذي سيرى النور قريبا .
متابعة لحل مشكلات المصدرين مع كافة الجهات
مشكلات المصدرين عديدة وخلال فترة عمل الاتحاد كانت هنالك الكثير من المشكلات اليومية التي تعترض المصدرين مع العديد من الجهات وأخذ الاتحاد على نفسه أن يسعى لحل هذه المشكلات رغم أنها ليست على علاقة مباشرة بالتصدير ويرى رئيس الاتحاد أن هذه الأمور تحمل الاتحاد عبئا كبيرا فعملنا يستمر منذ الصباح وحتى ساعات المساء ونسعى ما استطعنا لحل كل مايعيق التصدير في جميع أراضي سورية لأننا ارتضينا لأنفسنا أن نقوم بخدمة الوطن والمصدرين ولا ننتظر جزاء من أحد وإنما عملنا لارضاء الله وضميرنا مرتاح لكل مانقوم به ونرحب بالتعاون مع جميع الفعاليات الاقتصادية من غرف الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة لأن هذا ما يحقق النجاح وان شاء يعود الاستقرار لسورية وعندها ستشهد الصادرات نقلة نوعية بهمة الجميع .