تشهد أسواق ومحلات بيع اللحوم بدمشق هذه الأيام تفاوتاً كبيراً في الأسعار بين محل وآخر وعدم تناسبها مع دخل المواطنين رغم توفر المادة كما تشهد هذه الأسواق حالات تساؤل تشمل وجود لحوم مفرومة مسبقاً غير صحية وأخرى غير مختومة بخاتم المسلخ ولا تشاهد من قبل أطباء المسالخ والجمع بين نوعين من اللحوم في محل واحد (طازج – مجمد) وعرض اللحوم دون برادات على البسطات وبيع لحوم الجاموس المستورد على أنه لحم عجل ولحوم أمات الفروج البياض على أنه لحم حبش للاستفادة من فارق السعر وقد تفاقمت هذه الممارسات بشتى أنواعها وأشكالها وأصبحت موجودة بالعلن وعلى مرأى الجهات الرقابية والصحية والتقاعس في أداء مهامها.
وبعد السماح باستيراد اللحوم الحيوانية المبردة والمجمدة بموجب قرار وزارة الاقتصاد رقم 1983 الصادر بتاريخ 9/2/2007 أصبحت اللحوم المجمدة بديلاً جيداً عن اللحمة البلدية التي هجرت موائد اصحاب الدخل المحدود نظراً لارتفاع أسعارها وأصبحت هذه اللحوم تستهلك على ذمة الجهات التي سمحت باستيرادها.
هذا و أوضح " محمد بسام درويش عضو اللجنة الإعلامية في جمعية حماية المستهلك بدمشق" أن محافظة دمشق تستهلك يومياً من اللحوم الحمراء والبيضاء نحو 60 طناً تباع في 5000 محل لبيع اللحوم في المحافظة بما يعادل 13 غراماً للفرد باليوم من أبناء المحافظة والمقيمين فيها والقادمين إليها بشكل عام وتغطي كمية اللحوم المستوردة والمجمدة من الهند نسبة 65% من حاجة المستهلكين بالمحافظة بأسعار تتراوح بين 950 – 1300 ليرة للكغ بعد إضافة هامش الربح الذي تم تحديده بنسبة 15% لأسعار هذه اللحوم، مشيراً إلى أن نسبة ذبح الإناث من العجول تصل إلى 80% وهي تباع بأسعار مرتفعة يصل سعر الكغ للهبرة منها إلى 1700 ليرة والشرحة إلى 2000 ليرة والمسوفة يتراوح سعرها بين 900- 1200 ليرة، حيث يقوم بعض ضعاف النفوس بخلط لحم العجل مع الجاموس للاستفادة من فارق السعر في ظل غياب الرقابة ويباع كغ الهبرة المقشورة من لحم الغنم بسعر 2200 ليرة والهبرة بدون قشر بسعر 1700 ليرة والمسوفة (زورة) بسعر 1000 ليرة واللية بسعر 700 ليرة حيث ما زال ذبح الإناث من الأغنام سائداً ومنتشراً بشكل يؤدي إلى نفوق هذه الثروة خلال فترة قصيرة.
كما يلاحظ في الأسواق فارق سعر كبير بأسعار الفروج من محل لآخر وخاصة شرحات الدجاج التي يتراوح مبيع سعر الكغ منها بين 700- 950 ليرة وفخذة الوردة بين 525- 600 ليرة والدبوس بين 525- 600 ليرة وسودة الفروج بسعر 750 للكغ ويقوم بعض ضعاف النفوس ببيع أمات الفروج البياض على أنها ديوك حبش وخاصة المشوي منها علماً بأن تربية الحبش متوقفة نتيجة الظروف الراهنة، وفيما يتعلق بالأسماك فإن نسبة الاستهلاك بالمحافظة لا تتجاوز 20% من عدد السكان وأسعار المستورد المقطوع الرأس والمجمد منها تتراوح بين 300- 600 ليرة ويصل عدد الذبائح من العجول والأغنام المستهلكة بالمحافظة يومياً إلى 5000 ذبيحة، يتم ذبح قسم منها بصالتي سوق الهال بالزبلطاني والباقي يتم ذبحها في مسالخ بساتين العدوي وبعض المحال التي لا تخضع إلى الرقابة الصحية والمطلوب إنشاء مسلخ فني حديث على طريق أوتستراد دمشق – درعا بعيداً عن التجمعات السكانية يستوعب استهلاك المحافظة وريفها وتخفيض قيمة الرسوم التي تتجاوز قيمتها 125 ليرة عن كل ذبيحة إلى 40 ليرة للمسلخ وليرتين للجمعية وضرورة إنشاء مسالخ إسعافية متنقلة وحث أصحاب محال بيع اللحوم على الالتزام بالأسعار النظامية.