أظهر تقرير ان توقعات محصول الزيتون في سورية خلال الموسم الحالي قد سجل تراجعاً لنحو النصف، حيث أنه كان مخطط لإنتاج مليون طن من ثمار الزيتون لكن الظروف المناخية التي سادت معظم مناطق زراعة الزيتون ولاسيما قلة الهطول المطري الذي لم يتجاوز في أحسن معدلاته 35% من المعدل العام بالاضافة لعوامل عديدة أدت إلى انخفاض التوقعات إلى إنتاج 500 ألف طن من ثمار الزيتون خلال هذا الموسم سيخصص منها 100 ألف طن لتصنيع زيتون المائدة والبقية لإستخلاص الزيت الذي من المتوقع أن تبلع كميته 90 ألف طن تغطي حاجات القطر.
حيث تشكل شجرة الزيتون حوالي 66% من إجمالي عدد الأشجار المثمرة في سورية وتغطي 11.54% من المساحة المزروعة وتساهم بنحو 28% من الإنتاج الكلي للأشجار المثمرة ويعتمد على هذه الزراعة ما ينوف عن 600 ألف أسرة بشكل مباشر أو غير مباشر في خدمات القطاف والتصنيع والتجارة
كما تؤمن زراعة هذا المحصول 200ألف فرصة عمل سنوياً بدخل يصل إلى 48 مليار ليرة في مجالاتها المختلفة وتقدر قيمة إنتاج الزيتون في القطر للموسم الحالي بحدود 700 مليار ليرة بأقل من 20 مليار ليرة عن الموسم الفائت وتبلغ المساحة الإجمالية لأشجار الزيتون حسب المجموعة الإحصائية الزراعية السنوية لعام 2013 نحو 700 ألف هكتار تضم 106 ملايين شجرة زيتون منها 82 مليون شجرة مثمرة أنتجت خلال موسم 2013- 2014 بحدود 900 ألف طن غطت حاجات القطر من كمية زيت الزيتون البالغة 125 ألف طن ووفرت 40 ألف طن للتصدير.
ورغم ظروف الأزمة التي تشهدها سورية فقد شهدت الحركة التصديرية نشاطاً واضحاً وبلغت الكميات المصدرة لتاريخه عبر المنافد النظامية 30 ألف طن من الزيت المعبأ.
وضمت قائمة الدول المستوردة للزيت السوري 21 بلداً من أنحاء العالم جميعها ويبلغ عدد معاصر الزيتون في القطر 1097 معصرة منها 771 تعمل بطريقة الطرد المركزي الحديث بواقع 903 خطوط إنتاجية بطاقة يومية تصل إلى عصر 24933 طناً من الثمار و326 معصرة تعمل بمبدأ الضغط بواقع 450 مكبساً بطاقة إنتاجية يومية تصل إلى 2240 طناً.
وقلة ساعات البرودة في المنطقة الساحلية عن الحدود اللازمة لتحريض تحول البراعم الخضرية إلى براعم زهرية ما أدى إلى اتجاه الأشجار نحو النمو الخضري على حساب الازهار وتالياً قلة الإنتاج إضافة إلى الارتفاع المفاجئ لدرجات الحرارة إلى 33 درجة خلال فترة مابعد العقد مباشرة وتحديداً خلال أواخر شهر نيسان وبداية شهر أيار ما أثر في الثمار الحديثة العقد مباشرة وأدى إلى تساقط نسبة كبيرة منها وصلت في بعض المناطق إلى أكثر من 50% والرياح الشديدة التي تعرضت لها مناطق زراعة الزيتون خلال شهري حزيران وتموز التي تسببت بتساقط نسبة من الثمار العاقدة.
وفي الآونة الأخيرة شهدت أسعار زيت الزيتون ارتفاعاً ملحوظاً نتيجة ارتفاع تكاليف الخدمات المقدمة للعناية بأشجار الزيتون وتكاليف جني المحصول وإنتاج الزيت إذ وصل سعر كغ على المستوى المحلي الى530 ليرة في مناطق الإنتاج و625 ليرة في مناطق الاستهلاك و570 ليرة على المستوى العالمي وعلى هذا الأساس تشير المعطيات المذكورة إلى الأهمية الاقتصادية والاجتماعية التي يحتلها قطاع الزيتون في سورية كما إنها تعطي تصوراً لمستقبل هذا القطاع الذي يعد قطاعاً زراعياً وصناعياً في آن واحد.
وفي هذا الإطار لابد من ذكر أهم المشكلات التي يعانيها قطاع الزتيون التي تتمثل في انخفاض الإنتاجية بما لايتجاوز 12 كغ للشجرة قياساً مع النسبة العالمية التي تصل إلى 30 كغ للشجرة الواحدة وانخفاض نوعية المنتج حيث تبلغ نسبة الزيت البكر الممتاز أقل من 30% بينما تصل النسبة العالمية إلى 50% يضاف إلى ماذكرناه ارتفاع تكاليف الإنتاج إلى 65% وسطياً من قيمة المنتج بما يؤثر سلباً في زراعة وخدمة هذا المحصول الاستراتيجي المهم واتجاه المزارعين نحو اقتلاع أشجار الزيتون وزراعة محاصيل بديلة عنها ذات إنتاجية ومردود أكبر بما يتناسب مع الجهد والخدمة.