يبدو أن الظروف الراهنة والمستمرة منذ حوالي /4/ سنوات قد ارتدّت سلباً على مربيّ الدواجن في المحافظة، ما اضطرهم أمام هذا الواقع لإغلاق أبواب مداجنهم والعزوف عنهذه المهنة، علماً–بحسب نقابة الأطباء البيطريين- بأن أكثر من 70% من مداجن السويداء قد باتت خارج دائرة الاستثمار، الأمر الذي انعكس سلباً على أسعار الفروج، فمثلاً سعر كغ الفروج قبل الأزمة كان /50/ ليرة، أما الآن فقد وصل إلى 500 ليرة.
طبعاً الظروف الراهنة لم تكن العائق الوحيد والسبب الرئيس بخروج هذه المداجن من دائرة تربية الفروج، فهناك أيضاً العديد من الأسباب أهمها –حسبما ذكر مدير زراعة السويداء المهندس بسام الجرمقاني- وقوع عدد كبير من هذه المداجن في مناطق غير آمنة، ما اضطر أصحابها لإغلاقها، إضافة إلى ذلك توقف الممولين الذين كانوا في السابق يدعمون أصحاب هذه المداجن برأس المال عن التمويل بسبب عدم استقرار أسعار مستلزمات الإنتاج بدءاً بالأعلاف وانتهاء بالأدوية.
عدا عن ذلك صعوبة وصول مستلزمات الإنتاج نتيجة لعدم أمان الطرق وغلاء أجور النقل، والنقطة المهمة هي عدم توافر مادة فحم البترول ولاسيما من مصفاة حمص وبيعها لدى السوق السوداء بأسعار مرتفعة وما زاد الطين بلّة هو عدم استقرار تسويق مادة الفروج وتذبذب أسعار المنتج وفق العرض والطلب، واعتماد أصحاب هذه المداجن على فنيين قليلي الخبرة، ما انعكس سلباً على عملية الإنتاج، والأهم من ذلك أن الآلية المعتمدة من حيث المشرف على المزرعة لا تفي بالمطلوب، إضافة إلى أن معظم هذه المداجن تفتقد للشروط الفنية، مع عدم وجود تقنيات آلية في جميع المزارع مع اعتماد أصحابها على المولدات الكهربائية بسبب عدم ربط المداجن بالشبكة الكهربائية حتى تاريخه.
عدا عن ذلك فالطرق المؤدية إلى هذه المداجن مازالت طرقاً ترابية ما يعوق الوصول إليها في فصل الشتاء.