من جسر الرئيس إلى شارع الثورة مروراً ببرج دمشق، وشارع الحلبوني، وصولاً إلى سوق الحميدية.. وباب السريجة.. تنتشر على جانبي الطريق بسطات الباعة هنا وهناك بشكل عشوائي يستغلون حتى الأمتار القليلة المتبقية للمشاة.. بسطات متنوعة لا يمكن عدّها من خضراوات إلى الألبسة والأحذية، حتى الكتب والأجهزة المحمولة بات باستطاعة الفرد منا الحصول عليها من البسطات، وما بين مؤيد ومعارض لانتشار هذه الظاهرة.. من الواضح تراخي الأجهزة الحكومية مع هذه الظاهرة بظل الأزمة والحرب على سورية.
مدير دوائر الخدمات في "محافظة دمشق" "مازن فرزلي" أكد أن الحملات مستمرة لإزالة إشغالات الأرصفة التي تسبب إزعاج للمواطنين، حيث قال: "عندما سمحت المحافظة للبسطات كان من أجل المواطنين القادمين من أماكن ساخنة، وبحاجة لأي مصدر رزق، ولكن الآن تطور الموضوع وأصبحنا نعاني من "تجارة البسطات"، حيث انتقلت من ذوي الدخل المحدود لأصحاب ما يسمونهم "سوق البسطات" الأمر الذي اضطرنا لمعاودة هذه الحملات لإزالة الإشغالات الموجودة في الطرق الرئيسية حصراً (مثل البرامكة وباب سريجة) والتي كثرت الشكاوى عليها، ولن ندخل الآن في البسطات الموجودة في الحارات الشعبية التي لم يردنا عنها أي شكوى بعد، والموضوع أصعب مما نتخيل".
وعن موضوع إقامة تجمع للبسطات، أوضح فرزلي أنه من قبل الأزمة كانت المحافظة تحدد أماكن خاصة لتجمع البسطات (مثل سوق الجمعة)، ولكن الآن بفعل الأزمة أغلب هذه المناطق لم تعد آمنة،قامة تجمع للبسطات من خلال حصرها بأماكن محددة.
أما حقيقة وجود امتيازات لبعض البسطات، حيث يحكى كثيراً في الشارع السوري عن إزالة بسطات وترك أخرى، قال فرزلي: "عندما نقوم بحملة إزالة إشغالات، تقوم المحافظة بإزالة أحد البسطات وسيعاودون العمل عليها في اليوم الثاني، ولكن المحافظة عندما تقرر تنظيف منطقة ما من البسطات فستعاود حملاتها أكثر من مرة، فمن حاول البقاء أول مرة سيبقى، ولكن في النهاية سيتم معالجة كافة البسطات في المنطقة، يعني هو موضوع "خيار وفقوس" ولكن لفترة قصيرة، خاصة أنه عند استقبال أي شكوى يتم معالجتها على الفور".