دخلوا أسواقها وأنعشوا اقتصادها.. الموقع:30 ألف رجل أعمال سوري في مصر و مصانع النسيج السورية تنتج نحو 10 ملايين قطعة شهرياً
كشف تقارير صفحية ان عشرات الآلاف من السوريين سافروا إلى مصر خلال السنوات الخمس الماضية، وبدأوا هناك حياة جديدة أسسوا فيها مشاريعهم لكسب الرزق، حتى أصبحوا يشكلون أحد أسباب الارتفاع المفاجئ في نمو الاقتصاد المصري لعام 2015، وسط توقعات بمعدلات نمو قوية خلال العام الجاري.
وتشير وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" في تقرير نشرته الخميس الماضي، إلى أنه رغم أن كثيراً من السوريين لم يحصلوا على تصاريح عمل في مصر، وينتهي بهم الأمر للعمل بطريقة غير قانونية، فإن المال الذي ينفقونه يغذي الاقتصاد فيها.
ونقلت الوكالة عن رئيس تجمع رجال الأعمال السوري بمصر ورئيس لجنة المستثمرين السوريين في اتحاد غرف التجارة المصرية المهندس خلدون الموقع، أن مصر احتوت أكثر من 500 ألف سوري خلال السنوات الخمس الماضية.
الموقع أشار إلى أن السوريين الموجودين في مصر، يعملون في الصناعة، والتجارة، والمهن الحرة، والخدمات، وقال إن الصناعات النسيجية وصناعة الملابس بأنواعها من أهم الصناعات التي أقامها السوريون بمصر.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الكثير من الشباب غادر مصر بسبب صعوبة حصولهم على الإقامة وأذونات العمل. وقدر الموقع، عدد رجال الأعمال السوريين بمصر بحوالي 30 ألف رجل أعمال.
السوريون ينجحون
ويحقق السوريون في أعمالهم نجاحاً ملحوظاً، إذ يشير الموقع إلى أن نجاحهم يأتي لكونهم عملوا في المساحة الضعيفة من الاقتصاد والصناعة المصرية، وهي حقل الصناعات الصغيرة والمتوسطة التي تعاني من مشاكل في الإدارة والخبرة والعمالة الفنية وهجرة المصريين لها وبالأخص صناعة الملابس منها، وهي المعوقات التي تجاوزها الصناعيون السوريون من خلال الإدارة الجيدة، وخبرتهم وكفاءتهم في الإنتاج والتسويق.
ويضيف: "يشكل السوريون في مصر علامة فارقة في الاقتصاد والمجتمع المصري، فقدموا في أعمالهم تنافسية القيمة المضافة، وساهموا بمنتجاتهم الصناعية في دعم السوق والاقتصاد المصري، فمصانع الألبسة السورية تضخ في السوق المصري شهرياً ما لا يقل عن 10 ملايين قطعة ملابس، تسهم في تلبية حاجة السوق المحلي وتوفير القطع الأجنبي الذي كانت مصر تنفقه سابقاً على استيراد مثل هذه الكميات من الخارج، ولا يكاد يخلو شارع من محل أو مطعم أو منتج سوري يباع في مختلف المحلات".
إهمال حكومي
دور السوريين في دعم الاقتصاد المصري لا يلق اهتماماً من قبل الحكومة المصرية، وفقاً لما قاله رئيس لجنة الاستثمارات المصرية.
ويشير الموقع إلى أن الحكومة لا تبدي الاهتمام بشؤون السوريين، أو تدعم استثماراتهم أو إزالة العوائق التي تواجههم، وأضاف: "الحكومة لم تعمل ولا تمكنت وزاراتها المعنية من حل مشكلة صعوبة حصول السوريين على الموافقة الأمنية المسبقة التي هي شرط لدخولهم مصر أو إنشاء استثماراتهم فيها، ولا سهلت حصولهم على الإقامات أو بسطت إجراءات منحها لهم".
السوريون أول المستثمرين
واستنادا لتقارير الأمم المتحدة، يعتبر السوري هو المستثمر الأول في مصر منذ عام 2013، وتبرز أهمية الاستثمارات السورية وقيمتها اليوم بمصر، كون المناخ الإقليمي بفوضويته وضراوة أزمته والمناخ العالمي بقلقه وركوده، لا يشجعان على قدوم الاستثمارات العربية أو الأجنبية إلى مصر أو المنطقة عموماً.
بالنهاية، لقد اختار السوريون مصر للإقامة فيها كون العلاقة التاريخية بين الشعبين هي الأقوى عربياً وكون العادات هي الأقرب، وعندما قرر السوريون العمل كانت مصر هي الأفضل، كونها تمتلك السوق الداخلي الأكبر عربياً، والموقع الجغرافي الأفضل والأقرب إلى الأسواق التصديرية في الخليج وأفريقيا وأوروبا.
مطاعم سورية
وانتشرت المطاعم السورية في القاهرة بشكل لافت، وكذلك في عدد آخر من المحافظات، وقد زاد عددها خلال السنوات الماضية ما دفع السوريين إلى البحث عن أعمال خاصة يجيدونها في بلدان اللجوء، وقد كانت الساحة المصرية منفتحة لتقبل ذلك الحضور السوري بشكل مميز.
ويقبل المصريون على المطاعم السورية بصورة لافتة للنظر، كما ذاع صيت العديد منها خلال السنوات الماضية لتنافس أكبر المطاعم المصرية والعالمية التي تزدحم بها القاهرة وأكبر المدن.
كما شهدت كل من مدينة 6 أكتوبر والتجمع الأول ومدينة نصر والشروق افتتاح معارض كبرى للمفروشات لتنافس المفروشات التركية ذات السمعة الجيدة في السوق المصرية.
وظهر حديثاً ميل بعض رجال الأعمال إلى الاستثمار في المجال العقاري في مناطق مثل المعادي، مصر الجديدة والقاهرة الجديدة، وتحولت الأفران الصغيرة إلى شركات لصناعة الخبز والحلويات.
وفي منطقة الحصري والأحياء القريبة منها كالحي الثاني والسابع، هناك نشاط اقتصادي سوري في مجالي التعليم والصحة، وفي مدينة السادس من أكتوبر ترى بوضوح الطابع الاقتصادي السوري.