حالة من الفرح تغمر كل من يلتقي الشاب عبد الرحمن، والذي يعمل نادلاً في مقهى سوسيت، الكافيه الأول على مستوى "سوريا" والمنفرد بتوظيف أشخاص من متلازمة داون أو كما يحبون أن يسموها "متلازمة الحب".
ففي الجناح الذي قامت جمعية جذور الانسانية والمشرفة على عمل ذوي "متلازمة الحب" بحجزه في الدورة الحالية لمعرض دمشق الدولي، يقف عبد الرحمن بجانب رفاقه يقومون بعملهم في خدمة الزبائن على أكمل وجه مع ابتسامة تعلو وجوههم وتستوقف جميع رواد المقهى وتشعرهم بسعادة غامرة.
"بزنس 2 بزنس سورية" التقى أمين سر جمعية جذور، عمر قطيفاني، الذي أكد أن مشاركة الجمعية هي امتداد للفكرة المطروحة سابقاً في مهرجان "الشام بتجمعنا" والذي شاركت به الجمعية مؤخراً، وهي كافيه "سوسيت" المقهى المنفرد بتوظيف أشخاص من مصابي متلازمة داون، والذي يعتبر رائداً في العالم وليس في سوريا فقط، حيث سبقت سوريا في هذه التجربة دولتين فقط حول العالم هما كندا وتركيا.
وقال قطيفاني أن تجربة "مقعى سوسيت" تعدّ فرصة لليافعين من المصابين بـ "متلازمة داون" للتطوّع للعمل فيه كخطوة أولى لتأهيلهم ودمجهم بالمجتمع، مضيفاً أن العاملين في المقهى يجري تدريبهم على العمل وتشجيعهم على تقديم أنفسهم وتقديم كافة الخدمات لزائري المقهى بإشراف متخصصين من الجمعية.
وأوضح قطيفاني أن هدف الجمعية من المشاركة في المعرض يتلخص بدعم تلك الفئة المهمشة في المجتمع، والاستفادة من قدراتهم وإبداعهم وتنمية مواهبهم بالإضافة لتأمين فرص عمل مناسبة لهم ودمجهم مع أقرانهم.
وكشف قطيفاني عن أبرز الصعوبات التي عانى منها العاملون في المقهى ببداية الأمر، وهي ضعف بسيط في القدرة على خدمة الزبائن وتلبية الطلبات، مشيراً إلى أن جميع العاملين الآن تجاوزوا تلك الصعوبات وأصبحوا يؤدون واجباتهم بشكل احترافي.
وأكد قطيفاني على تمكين هؤلاء الشباب وخلق فرص عمل لهم ليتم توظيفهم بعد تدريبهم بحيث يندمجوا في المجتمع ويصبحوا أفراداً فاعلين.
وأشار قطيفاني إلى تواجد الجمعية في المهرجانات والمعارض المشابهة مستقبلاً، حيث ستتواجد جمعية جذور في مهرجان ليالي قلعة حلب قريباً.