ارتفع الذهب وبثقة هذه المرة معوضاً انخفاضاته السابقة، في وقت يعزف فيه السوريون عن شراء الذهب بشكل شبه مطلق وفقاً لجمعية الحرفية للصاغة والمجوهرات في دمشق وريفها.
وبحسب صحيفة (الثورة) فأن توقف بيع الذهب جاء "نظراً لعدم توفر مدخرات لدى المواطن، كونه اشترى ذهباً بمدخراته على شكل دفعات منذ 18 شهراً وحتى الآن خوفاً من تقلبات أسعار الصرف، في محاولة منه لتفادي التدني المحدود للقدرة الشرائية لليرة السورية نتيجة التضخم الحاصل اقتصادياً من جهة، والارتفاع الجنوني في أسعار الاحتياجات والاستهلاكيات والغذائيات من جهة أخرى.
وبحسب رئيس جمعية الصاغة جورج صارجي، فإن غرام الذهب عيار 21 قيراطاً ارتفع يوم أمس ليسجل 3400 ليرة، مبيناً أن هذا الارتفاع يعود إلى ارتفاع أسعاره عالمياً ولا دخل للظروف المحلية في هذا الارتفاع، لجهة أن أونصة الذهب ارتفعت عالمياً في بورصتي نيويورك ولندن على التوالي لتصل إلى سعر 1740 دولارا، مسجلة ارتفاعاً في يوم واحد "يوم الجمعة أول من أمس" بمقدار 120 دولارا، ما أفرز ارتفاع غرام الذهب في الأسواق المحلية.
وعن مبيعات الذهب من المشغولات وذهب الادخار، أوضح صارجي أن مبيعات الذهب شبه متوقفة تماماً بالنسبة للمشغولات التي تقتصر مبيعاتها على زبون مضطر نتيجة ظرف أو مناسبة اجتماعية، في حين أن مبيعات ذهب الادخار متوقفة تماماً سواء بالنسبة لليرات أو الأونصات الذهبية، تبعاً لإنفاق المواطن السوري مدخراته كلها على شراء ذهب الادخار خلال الفترة الماضية لدرجة استنفد معها مدخراته بالكامل.
وبالتوازي مع ذلك أوضح صارجي، أن حركة مبيعات ذهب الادخار من المواطنين متوقفة تماماً تبعاً لمحاولة المواطن الاكتفاء بمقدار الدخل المعتمد لديه شهرياً وموازنة حاجاته مع هذا الدخل، للحفاظ على مدخراته الذهبية باعتبارها شكلا من النقد غير قابل للضياع أو التأثر بتقلبات الأسعار مهما تدنت أسعار صرف العملات ومنها بطبيعة الحال الليرة السورية وقدرتها الشرائية.
أما عن حلب ومبيعاتها من الذهب، فقال صارجي إن المبيعات في حلب حالها حال دمشق خلال الفترة الحالية، بالرغم من تفوقها التاريخي في حجم المبيعات على دمشق.
وأرجع سبب ذلك إلى الظروف الأمنية المتوترة التي تشهدها بعض أحياء حلب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن توقف المبيعات يعود كذلك إلى الصاغة الذين يعزفون عن فتح محالهم أو عرض بضاعتهم الذهبية إلى حين الاستقرار الكامل للأوضاع، وليس عائداً إلى عزوف المواطن عن الشراء كما في دمشق.