اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية قدري جميل الاستثمار من القضايا المهمة التي يجب متابعتها بشكل جدي حتى ضمن الظروف الراهنة، فحجم النمو يقاس بحجم الاستثمار الحقيقي وعوائده، منوهاً إلى أنه ليس من الأهمية أن نجلب المال الاستثماري بقدر معرفة إلى أين سيتجه هذا المال؟
ورأى جميل خلال ترؤسه اجتماعاً مع مجلس إدارة هيئة الاستثمار في مبنى الهيئة أن الأزمة قد لا تسمح بالحديث عن قضايا استراتيجية، ولكن من ينتصر بهذه الأزمة الذي لديه رؤية وبرنامج عمل لليوم الأول بعد الأزمة.
ونوّه جميل بضرورة استخلاص نماذج جديدة وصالحة، فنموذج تدخّل الدولة خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي كان قوياً لكنه غير ذكي، ثم جاء نموذجاً أضعف في دور الدولة وهذا النموذج ليس قوياً وليس ذكياً.
وأوضح جميل أنه يوجد من يرى أن الاستثمار الحقيقي يتمثل بالاستفادة من الموقع الجغرافي لسورية (أي عبور ترانزيت) وهذا ليس بالخطأ ولكنه يعني بالشكل المطلق أن تطورنا الاقتصادي مرهون بمن يمر عبر أراضينا، وفي حال وجود بدائل أخرى لديه فسيؤثر على مصيرنا.
ولفت جميل إلى أن الاستثمار الصحيح يتمثل بالاعتماد على الإمكانات الكامنة، فمنطق الميزات النسبية انتهى ويجب التوجه اليوم نحو الميزات المطلقة، أي الموجودة لدينا فقط لا غير، مثال: الأعشاب البرية وزيت الزيتون البارد الذي يرفع العائدية إلى 200% إذ يعد الأغلى في السوق الدولي، كما أن سعر الغرام من الوردة الشامية يعادل سعر غرام الذهب، مشيراً إلى أن غنم العواس لا يخرج إلا من سورية.
وأضاف: علينا تحفيز هذه المشاريع وإنجاز خريطة استثمارية لسورية وسنكتشف أن لدينا ما يزيد على 400 ميزة مطلقة وهذه الميزات في حال تم استغلالها بشكل جيد فإنها ستخلق تكنولوجيا خاصة بنا وحدنا، وهذا مع الوقت سيؤدي لصناعة وسائل إنتاج على القياس السوري وبالتالي سنحقق ربحية وسنرسم نموذجاً اقتصادياً جديداً.. وشدد أنه يجب على هيئة الاستثمار ألا تتعامل مع الضغوط والأزمة على أساس بيروقراطي، بل عليها الانطلاق والتوجه نحو الاستثمارات مع مراعاة التشاركية بين جميع القطاعات.