بعد أشهر من الترقب والحذر ولحظات من التفاؤل, أنهى سوق دمشق للأوراق المالية تداولاته في الاشهر العشرة الاولى من العام 2012 مسجلاً تراجعاً حاداً في أدائه. حيث بدأ مؤشر بورصة دمشق العام 2012 عند مستوى 869.05 نقطة وليخسر مع نهاية 31/10/2012 نحو 65 نقطة وليتراجع المؤشر الى مستوى 803.85 نقطة بنسبة تغير بلغت 7.50-%.
ولطالما توقعنا كل أسبوع ان الأسبوع الذي سيليه أفضل ، فقد حبست سوق دمشق أنفاس المستثمرين والمراقبين والمحللين والوسطاء ولاسيما المعنيين، فالهبوط الذي افتتح تداولات العام الحالي كتصحيح لمسار صاعد قوي تضاعفت فيه أسعار الأسهم، انحرف عن إطاره الطبيعي مع نهاية الشهر الثالث على الانخفاض، ليؤسس اتجاهاً هابطاً أساسياً أطاح بأسعار الأسهم، فأرداها دون القيم الدفترية وحتى الاسمية على بعض الأسهم طوال عشرة أشهر من الانخفاض، في حين نعيش اليوم لحظات مفصلية يشوبها الحذر.. متشحة بالتفاؤل على أمل استعادة الثقة بالسوق من بعض القرارات والإجراءات التي قد نستطيع من خلالها عودة الحياة لبورصة دمشق التي لم تكمل عامها الرابع.
ولم يعد خفياً على أحد مدى ارتباط السوق، بالأحداث التي عصفت بالبلاد منذ أكثر من تسعة عشر شهراً، فكلما وصل السوق لمنطقة فنياً تعتبر مهمة للشراء، تجد المستثمرين يحاولون الفرار من السوق، لنعيش أشهراً من الضغوط البيعية والتسييل وخروج السيولة من السوق، على أساس ارتفاع مستوى المخاطر السوقية، وخاصة المخاطر غير القابلة للضبط بتنويع الاستثمارات. دون أن ننسى من كان يعظم ثرواته من هذا الهروب من السوق، عبر التملك بأسعار أقل ما يقال عنها بخسة، واليوم جاء على كبار المستثمرين لعملية الشراء في اسعار لم يتوقع أحد منا وصولها، او كما يقال بدأت عملية " اللم" .
ومن الملاحظ أن المؤشر سجل معظم تراجعاته الكبيرة في الاشهر " أيار وحزيران وتموز" من العام 2012 حيث تراجع بقيمة 51 نقطة، بينما شهد شهر آذار من العام 2012 ارتفاعاً جيدة سجل ما يقارب 20 نقطة ، بينما سجلت الاشهر المتبقية تراجعات صغيرة بقيم تتراوح ما بين 2 و12 نقطة.
انخفاض بقيم وأحجام التداول في 10 أشهر
بالمقابل شهدت حركة التداول في الاشهر العشرة الاولى من العام 2012 تراجعا على كافة المستويات، بالرغم من تجزئة سعر أسهم معظم الشركات ، حيث بلغت أحجام التداولات حوالي9.923 مليون سهم بانخفاض بنسبة 23.95-%، مقارنةً بتداولات نفس المدة من العام الماض والتي بلغت نحو 13.048 مليون سهم.
وسجل شهر آب من العام 2012 أكثر الاشهر تداولاً بحجم تداول بلغ نحو 3.874 مليون سهم بنسبة ارتفاع بلغت 53.83% مقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي.
وجاء شهر تشرين الأول أقل الاشهر تداولاً حيث بلغت التدالاوت نحو 90 ألف سهم وبنسبة تراجع 93.68% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
فيما يلي مقارنة بين أحجام التداول في الاشهر العشرة الاولى من عامي 2011 و 2012
كما هبطت قيمة التداول بشكل حاد متأثرة بعدة عوامل اهمها الاوضاع السياسية ، والتخوف الذي حصل للمستثمرين في اخر 4 اشهر من العام الحالي ، بالاضافة الى ارتفاع اسعار صرف العملات مقابل الليرة السورية ، فقد انخفضت قيمة التداول الى نحو 70.38% في الاشهر العشرة الاولى من العام 2012 مقارنة بنفس المدة من العام الماضي.
فقد بلغت قيمة التداول نحو 2.044 مليار ليرة، مقارنة بـ6.903 مليار ليرة سورية بنفس المدة من العام 2011.
فيما يلي مقارنة بين قيم التداول في الاشهر العشرة الاولى من عامي 2011 و 2012
وقد شملت هذه المبالغ صفقات ضخمة جرت خلال العامين ففي الاشهر العشرة من العام 2012 ، جرت 7 صفقات صخمة جميعها لسهم المجموعة المتحدة وبلغت قيمة الصفقات نحو 976.938 مليون ليرة وبلغ عدد الاسهم المباعة نحو 3.834 مليون سهم وكان سعر السهم 254.68 ليرة.
أما في الاشهر العشرة الاولى من العام 2011 فقد جرت ثلاثة صفقات ضخمة وقد حصل سهم بنك الشرق على صفقتين بلغت إجمالي الصفقتين نحو81.450 مليون بعدد أسهم 75000 الف سهم وكان سعر السهم وقتها 1125 ليرة و1126 ليرة على التسلسل، أما الصفقة الثالثة فقد تمت على سهم الشركة المتحدة للتأمين بقيمة إجمالية بلغت نحو 61.200 مليون وبلغ عدد الاسهم 68000 الف سهم وكان سعر السهم وقتها 900 ليرة.
وجاء شهر تشرين الأول أكثر الاشهر تداولاً بقيمة اجمالية نحو 981 مليون ليرة وبنسبة ارتفاع بلغت 143.95% عن الشهر من العام الماضي،بالمقابل كان شهر تشرين الأول أقل الاشهر تداولاً بقيمة اجمالية بلغت نحو 7.274 مليون ليرة بنسبة انخفاض 97.71% عن نفس الشهر من العام الماضي.
وتراجعت عدد الصفقات في الاشهر العشرة الاولى من العام 2012 وبلغ عدد الصفقات التي تمت 7803 صفقات بتراجع بنسبة 79.72% مقارنةً بنفس المدة من العام الماضي التي بلغت عدد الصفقات فيها 38485 صفقة.
وكان شهر آب من العام 2012 أكثر الاشهر تراجعاً من حيث عدد الصفقات بـ58 صفقة مقارنة 2847 صفقة تمت في نفس الشهر من العام 2011 بنسبة انخفاض تجاوزت97.96%.
فيما يلي مقارنة بين عدد الصفقات التي تمت في الاشهر العشرة الاولى من عامي 2011 و2012
القطاع الخدمي في 2012 وقطاع البنوك في 2011 الأكثر تداولاً
أما من حيث القطاعات فكان الآداء متفاوتاً ما بين عامي 2011و2012 في الاشهر العشرة الاولى فقد تصدر القطاع الخدمي القطاعات الأكثر تداولاً في عام 2012 بإجمالي تداول بلغ 976.938 مليون ليرة بنسبة ثم قطاع البنوك في المرتبة الثانية بإجمالي تداول 836.840 مليون ليرة وحل ثالثاً قطاع التأمين بإجمالي التداول 195.394 مليون ليرة، ثم جاء قطاع الزراعي بإجمالي التداول 25.834 مليون ليرة واخيراً جاء القطاعي الصناعي بـ8.764 مليون ليرة سورية.
أما في الاشهر العشرة الاولى من العام 2011 فقد تصدر قطاع البنوك بشكل قوي بإجمالي تداول 6.469 مليار ليرة ثم جاء قطاع التامين ثانياً بإجمالي تداول 193.386 مليون ليرة ، وحل ثالثاً قطاع الصناعة بتداول 68.558 مليون ليرة ، وحل رابعاً القطاع الخدمي بإجمالي 32.558 مليون ليرة واخيراً حل الزراعي بإجمالي تداول 3.801 مليون ليرة سورية.
ومن ناحية أخرى ومن خلال توزيع قيمة التداولات حسب الشركات المدرجة نلاحظ أن سهم المجموعة المتحدة للنشر تصدر الشركات المدرجة من حيث قيم التداول في الاشهر العشرة الاولى من العام 2012، فقد بلغت قيمة تداولاته 976.938 مليون ليرة ، ثم حل ثانياً سهم بنك سورية الدولي الاسلامي بإجمالي تداول 417.040 مليون ليرة وجاء سهم العقيلة للتأمين التكافلي ثالثاً بقيمة تداول 195.227 مليون ليرة سورية.
سهم المتحدة للنشر الاكثر تداولاً في 2012 وبنك سورية الاسلامي في 2011
أما بالعودة للعام 2011 في الاشهر العشرة الاولى فنرى أن سهم بنك سورية الدولي الاسلامي تصدر الاسهم من حيث قيم التداول 1.873 مليار ليرة ثم جاء سهم بنك قطر الوطني سورية ثانياً بقيمة تداول 1.827 مليار ليرة وحل ثالثاً سهم المصرف الدولي للتجارة والتمويل بإجمالي تداول 891.611 مليون ليرة.
فيما يلي مقارنة لأداء وقيم تداول الاسهم المدرجة ببورصة دمشق بين عامي 2011 و2012 نلاظ من خلاله نسبة التغير لكل سهم .
وبعد هذا العرض السريع, يمكننا القول إن هناك تراجعاً في أداء سوق دمشق للأوراق المالية في الأشهر العشرة الاولى من 2012, سببه الرئيسي عزوف كبار المستثمرين عن التداول بالاضافة الى الوضع الاقتصادي الصعب التي تمر به سورية، و أسعار صرف العملات مقابل الليرة وتحديداً الدولار، على الرغم من وصول اسعار الاسهم الى قيمها الدفترية والتي تغري المسثتمرين بالشراء ، لكن الملاحظ هو أنه لا شي يغري الآن المستثتمرين لا الكبار ولا الصغتر ، مما يعطيني تأكيد ارتفاع أوامر البيع في شهر تشرين الأول الى 400 الف أمر مقابل صفر لاوامر الشراء.