يبدو أن تجار السوق السوداء في محافظة حماة ومستثمري الأزمات الذين لا يتوانون لحظة عن نهب المواطن وسلبه بشتى الطرق أقفلوا ضمائرهم وتركوا الوجدان والأخلاق في محافظ كتيمة لا ينفذ إليها أي شعاع بسيط من النور أو وازع إنساني مستفيدين من الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد لتدمير اقتصاد الوطن وسرقة مقدراته وذلك باحتكار المواد وتخزينها بالتواطؤ مع ضعاف النفوس من المتنفذين وأصحاب المال والجاه ومن ثم بيعها للمواطن بأسعار مضاعفة والتفضل عليه بتأمين كميات قليلة كما هو حال المحروقات وبعض المواد الغذائية الأساسية كالدقيق والسكر.
في ظل الازدحام الشديد على محطات الوقود للحصول على مادة البنزين التي ما زالت توزع ضمن المحطات قال المواطنون أبو عزام وأبو أنور وعماد وخلدون وعبد الكريم إن عمال المحطات الواقفين على العدادات يقتطعون مبالغ مالية زائدة لا تقل عن 50 ليرة كابتزاز علني دون خوف من أحد وتصل أحياناً لحوالى 100 ليرة من قيمة تعبئة أي كمية لكل سيارة أو دراجة نارية أو آلية بحجة الازدحام والإسراع لأن طابور الدور طويل جداً والعامل ليس لديه وقت للمناقشة ويضيف المواطنون إنه في حال تذكيره بالجهات الرقابية فالويل والثبور يحل على طالب التعبئة من ناحية الألفاظ النابية والتحدي و.....الخ وعند مراجعة الجهات الرقابية وتقديم الشكوى لها يبرر المعنيون لصاحب المحطة وللظروف من دون اتخاذ أي إجراء.
من جانب آخر ذكر المواطنون أن عدداً كبيراً من السيارات والدراجات تبيت أمام المحطة لعدة أيام بانتظار قدوم الصهاريج المحملة بالبنزين كي تبقى في أدوار متقدمة ومنها من يدفع 500 ليرة لعامل العداد لتعبئة ما بحوزته من كالونات أو خزان إضافي لتفريغه بعد الخروج من المحطة وبيعه بسعر يصل الى 175 ليرة لليتر الواحد وعلى بُعد أقل من عشرين متراً عن المحطة.
بالمقابل استمرت أسعار الفواكه والخضر على حالها خلال الشهر الأخير من العام الماضي وتابعت خلال أيام العام الجديد حيث سجلت البندورة البلاستيكية 50 ليرة للكغ وكذلك بالنسبة للكوسا والباذنجان حسب قول أم منور، في حين وصل سعر البطاطا الى 45 ليرة بارتفاع 10 ليرات عن الأسبوع الماضي وبقي سعر الزهرة البلدية عند حدود 20 ليرة والملفوف البلدي 15ليرة والشوندر الأحمر الذي يستخدم للسلق والأكل المباشر أو لتلوين المخلل انخفض من 50 ليرة الى 35 ليرة للكغ مترافقاً مع اللفت الذي يستخدم لصنع المخللات والذي يباع بين 10الى 12 ليرة.
وذكرت أم جعفرأن أسعار الفواكه عادية و مستقرة ويباع الكغ من مختلف أنواع الحمضيات ما بين 20 الى 25 ليرة والتفاح تتراوح أسعاره بين 25 ليرة و 65 ليرة والموز البلدي قارب الصومالي بالسعر حيث يباع البلدي بمبلغ 75 ليرة والصومالي بـ85 ليرة والكيوي وقف عند 100 ليرة للكغ.
وأشارت الى فقدان الدقيق الأسمر من الأسواق ورفع أسعاره بشكل غير مقبول حيث وصل الى حدود 75 ليرة للكغ والسكر الأبيض متوافر ولكنه يباع حسب مزاجية السمان ويتراوح سعر الكغ منه بين 80 و100 ليرة وفي منافذ بيع المؤسسة الاستهلاكية بالمحافظة في حال توافره يباع بسعر 65 ليرة.
أسواق الفروج الحي شهدت تذبذبات سعرية خلال الأسبوعين الماضيين كما قال البائع أبو فراس، فقد سجلت نهاية الأسبوع الماضي سعر مبيع المفرق للكغ ما بين 150 و165 ليرة وتراجعت حالياً الى 125 ليرة للحجم الكبير وما بين 110 الى 100 ليرة لوزن كيلو وما فوق وكانت قبل ذلك قد تراجعت ما بين 25 ليرة الى 35 ليرة وما ساهم في تراجع السعر الحالي توريد الفراريج الكبيرة بأوزان تزيد على 4 كغ (الأمات) والتي يتم بيعها بسعر 135 ليرة للكغ ويتم الاعتماد عليها من قبل العائلات لوفرة لحومها.
وبقيت أسعار الفروج المنظف والمقطع مرتبطة بأسعار النشرات التموينية التي تصدرها مديرية التجارة الداخلية في المحافظة وقالت أم شحود إن أسعار لحم الديك الرومي زادت الى 450 ليرة للكغ مشفى وكان يباع قبل عشرين يوماً بحوالى 350 ليرة، أما اللحم البقري المستورد فيباع بسعر 250 ليرة.
فجأة ومن دون سبب معروف قرر باعة الألبان والأجبان رفع أسعار الحليب لجعلها في حالة فوران دائم حسب تعبير أم جهاد التي قالت إن سعر الحليب البقري وصل اليوم الى 55 ليرة لليتر وكان قبل أيام يباع بنحو40 ليرة وقبلها بثلاثين ليرة وكما أخبرني البائع أن مربي الأبقار هم من رفع السعر لكن ذلك غير مقنع ورافق رفع سعر الحليب ما يتبعه من منتجات كاللبن الذي يباع بنحو90 ليرة وغيره من الأجبان والسمون.