خاص B2B-SY
بات السوريون مؤخراً لا يفكرون "بالمونة" كثيراً، لعدة أسباب أهمها خوفهم من انقطاع الكهرباء خلال الصيف، وبالتالي تعرض الكميات التي تم تموينها للتلف، ومن ناحية أخرى قلة ما في اليد وضعف الدخل.
وعلى اعتبار أن هذه الفترة من العام تعتبر موسم "المونة" استغل الكثير من التجار والباعة حتى في سوق الخضار الذي من المفروض أن تكون الأسعار أقل من الخارج، فكانت أغلى وأكثر من المحلات في الأحياء الشعبية، وعليه انضم الفول والبازيلاء لقائمة الكماليات لدى المواطن السوري.
صحيفة "تشرين" المحلية نقلت عن إحدى السيدات في ريف دمشق أن عادة تحضير المونة الشتوية بدأت تتحول إلى شيء من الماضي ونوع من الكماليات، بسبب ضعف القدرة الشرائية، في ظل ارتفاع أسعار الخضراوات بشكل كبير مقارنةً بالأعوام الماضية، خاصة أول نزولها إلى الأسواق.
وقالت السيدة إن "كيلو البازلاء وصل سعره في الأسواق إلى 5000 ليرة وما فوق، وهذا لا يتناسب مع القدرة الشرائية لكثير من الأسر، مضيفة: حتى الفول الأخضر يختلف سعره من سوق إلى سوق علماً أنه طرأ انخفاض ملموس على سعره، ففي بداية موسمه وصل سعره إلى 5000 ليرة والآن يتراوح سعره بين 1800 و2000 ليرة.
وذكرت الصحيفة أن كثيرا من العائلات امتنعت عن تجهيز "المونة" للعام الحالي خوفاً عليها من تقنين الكهرباء، ولجأت لتخزين كمية أقل بكثير من الكميات التي اعتادت تخزينها في الأعوام السابقة، فارتفاع ساعات التقنين خلال العام المنصرم أدى إلى تلف "المونة" لدى كثير من المواطنين.
بعض العائلات بدأت تبحث عن بدائل أخرى بعيداً عن "التفريز" الذي يعتمد على الكهرباء، ولجأت إلى "التيبيس" أو تخزين نصف الكمية التي خزنتها في الأعلام السابقة.
من جهته، أشار رئيس دائرة الأسعار في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في ريف دمشق إسماعيل الحصري لصحيفة "تشرين" إلى أن عناصر المديرية يقومون بجولات مستمرة. كذلك ينظمون ضبوطاً بحق المخالفين لنشرة الأسعار وفق أحكام المرسوم التشريعي رقم 8 لعام 2021. مؤكداً ضرورة تعاون المواطن مع عناصر المديرية من خلال تعزيز ثقافة الشكوى .
وأضاف الحصري: كان سعر الفول البلدي في آخر نشرة تسعيرة يتراوح مابين 2050 إلى 1450 ليرة. أما بالنسبة للبازلاء مازال العرض قليلاً عليها، وانطرحت في الأسواق في أماكن محددة. مبيناً أنه تتم مراقبة التزام الأسواق بالنشرة مع فواتير البيع أصولاً بالإعلان عن أسعار مبيع الخضار والفواكه. لافتاً إلى أن عناصر حماية المستهلك يقومون بالتحقق من صحة الأسعار المعلنة ومدى تقيد باعة المفرق بالإعلان عن السعر وحيازة الفاتورة.
وتعاني سوريا تردياً في الواقع الكهربائي، في ظل غياب برنامج تقنين منظم حقيقي، حيث وصلت ساعات القطع في بعض المحافظات إلى أكثر من 20 ساعة متواصلة.
وتشهد أسعار معظم أنواع السلع والمواد الغذائية في سوريا كالخضراوات واللحوم والزيوت وغيرها، ارتفاعات يومية، في ظل عدم قدرة كثير من العائلات على تأمين احتياجاتها، إضافةً إلى قلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية.
ومع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، شهدت أسعار معظم السلع والمواد الأساسية في الأسواق السورية ارتفاعات مستمرة، بالتزامن مع تطبيق الحكومة قرار رفع الدعم عن فئات من السوريين.