خاص B2B-SY
ارتفعت وتيرة حوادث الانتحار في سوريا نتيجة لزيادة الضغط النفسي على الشخص، إذ واجه السوريون العديد من الظروف الصعبة على المستوى النفسي والإجتماعي والإقتصادي، فيما تجاوزت أعداد المنتحرين في سوريا منذ بداية العام الجاري حاجز الـ 100 شخص معظمهم في مدينة حلب شمالي سوريا.
رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور زاهر حجو قال لوكالة "سبوتنيك"، إنه "منذ بداية العام الحالي 2022، وحتى الـ 20 من شهر تموز الماضي، سجلت الهيئة 101 حالة انتحار، 77 من الذكور و24 من الإناث".
وكشف حجو أن "محافظة حلب جاءت في المرتبة الأولى مسجلة 28 حالة، تليها محافظة ريف دمشق 21 حالة، دمشق 11 حالة، طرطوس 13 حالة، اللاذقية 9 حالات"، في حين أن محافظتي القنيطرة والحسكة لم تشهدا أي حالة انتحار".
وأشار حجو إلى أن "أكثر الفئات العمرية التي سجلتها حالات الانتحار كانت في العقد الثاني والثالث"، بينما كانت "أصغر حالة انتحار سجلت هذا العام كانت لطفلة بعمر 14 عاماً، و19 حالة كانوا لأشخاص تحت سن الـ 18، 9 منهم ذكور و 10 إناث".
وأوضح حجو أن طرق الانتحار جاءت متباينة حيث "تم تسجيل 60 حالة شنقاً، و21 حالة باستخدام طلق ناري، فيما 8 حالات أخرى قامت بالارتماء من أماكن مرتفعة، و10 حالات عن طريق تناول مواد سامة".
وحول أسباب انتشار الانتحار نقلت الوكالة الروسية عن الاختصاصية والعاملة في مجال الصحة النفسية رشا طيري، قولها إن "الوضع الاقتصادي المتدهور كفيل بوضع الصحة النفسية للفرد على المحك، فكيف إذا ازداد تدهوراً وصعوبة ولم يعد من الممكن رؤية بوادر الانفراج أو تقدير زمن حدوثها، عندها سيصبح أحد الأسباب المهمة جداً لزيادة الضغط النفسي على الشخص وخصوصاً عندما يكون هو المعيل الأساسي للعائلة أو مركز الاعتماد على دعم المصاريف الأساسية لها".
وتابعت: "إذاً، لا نستغرب أن نلحظ بأن ضيق الأوضاع المادية المنتشر في سوريا عامة هذه الأيام هو مسبب كبير لدى فئة الشباب لتتأجج المشاعر غير المريحة، كالقلق من المستقبل غير الواضح والحزن والغضب على الواقع الحالي المتردي والصعب والمعيق لتأمين الأساسيات قبل الكماليات، ومشاعر الذنب بسبب التأثير السلبي لهذا الواقع على الآخرين المحبوبين من أفراد العائلة: الأهل والزوجة والأولاد".
وأشارت الاختصاصية في الصحة النفسية إلى أن "كل ما سبق، كفيل بإيصال بعض أفراد هذه الفئة من الشخصيات الهشة مسبقاً أو ممن يعانون من اضطرابات نفسية بدرجات متفاوتة، للوصول إلى التفكير بإنهاء حياتهم بأساليب غير مباشرة، كالاعتكاف عن الطعام واللجوء إلى العمل لوقت طويل حتى الإرهاق، أو بأساليب مباشرة، كالانتحار بطرق متنوعة".
وفي أيار الماضي، قال رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي زاهر حجو، إن عدد حالات الانتحار المسجلة في عام 2019 سُجل 124 حالة، و197 في 2020 حيث كان الأكثر تسجيلا، أما في 2021 فسجل 166 حالة انتحار.
وسبق أن قال مدير مستشفى “ابن سينا” للأمراض العقلية والنفسية في سوريا، أيمن دعبول، إن عدد الاختصاصيين النفسيين في البلاد يصل إلى 45 طبيباً فقط.
وأوضح دعبول، خلال حديث لإذاعة “ميلودي إف إم” المحلية، أن حاجة سوريا من الأطباء النفسيين تصل إلى حوالي عشرة آلاف طبيب، لافتًا إلى أن نقص الاختصاص ليس وليد اليوم، إذ كان عدد الأطباء في عموم سوريا قبل عام 2011 يصل إلى حوالي 60 طبيباً.