في سورية البلد الذي تعوم على ثروات هائلة من الطاقة تتربع تجارة الضوء فيها على قائمة الأعمال الأكثر ربحا بين التجار، والتنافس كبير جدا بدأ بالشواحن، وانتقالاً إلى الليدات والبطاريات بقياساتها المتنوعة، واليوم إلى ألواح الطاقة والأمبيرات.
ومع اطلاق قرض الطاقة الشمسية من دون فوائد، ومنح قروض للاستهلاك المنزلي تتراوح قيمتها بين 20 و35 مليون ليرة، وأقساطها الشهرية بيم 100 و250 ألف ليرة، اتجهت أنظار جميع المقتدرين من أجل التخلص من حالة العتمة، وإنارة منازلهم بينما استغل التجار هذه الأموال الهائلة التي تم ضخها عبر الصندوق من أجل استثمارها بأسرع وأعلى عائد للاستثمار .
صندوق الطاقة المتجددة ومن كثرة الضغط وضع منصة الكترونية للتسجيل، وطبعا مفتاح القفز فوق المنصة تكلفته بحدود نصف مليون ليرة كما هو متداول بين شركات الطاقة، وعندما تأتي الشركات للتركيب وكونها المخولة بالقبض فالفاتورة توضع بالقلم والورقة، وبما يحقق الأرباح الكبيرة للشركات، ومن مبدأ التدقيق والتركيب وفق المواصفات المطلوبة، ومن يريد قبض الأموال من دون تركيب الطاقة الأمر متاح بعد الاتفاق مع أصحاب الشركات المعنية بالتركيب، والكشف والحصة كبيرة وموزعة على عدة أطراف.
ومن الطاقات المتجددة إلى الأمبيرات أو ما يعرف بنور الأغنياء في سورية الذي لا ينطفأ بالرغم من الشكاوى الكبيرة من ارتفاع الأسعار، والتشوه البصري الكبير، والضجيج الموجود في الشوارع وخاصة في العاصمة دمشق التي تحولت أرصفتها إلى مزارع للمولدات .
الفقراء وحدهم يذهبون إلى سوق الكهرباء بدمشق لاقتناء الليدات والمدخرات الصغيرة التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير جدا، وأصبح انارة ليد واحد في المنزل لمدة عام كلفته تبلغ نحو 240-250 ألف ليرة من دون الشاحن، بينما بطارية 14 أمبير يعني إنارة 3 ليدات كلفتها في العام بحدود 400 ألف ليرة، وطبعا هذه المدخرات تتناقص إنارتها بعد الأسبوع الأول من الاستخدام، والعائلة تحتاج في الحد الأدنى إلى مدخرتين من قياس 14 أمبير في العام، أي بحدود المليون ليرة مع تكاليف الشواحن أي يوميا تحتاج فقط إلى 15 ألف ليرة ثمن انارة بالليدات التي لا تصلح للدراسة بالنسبة لطلاب الشهادات الاعدادية والثانوية فقط إنارة وتشغيل راوتر في المنزل .
تجارة المدخرات المستعملة في سورية راجت بشكل كبير وارتفع سعر كيلو البطارية التالفة إلى 15 ألف ليرة، وهناك حديث عن إعادة تدوير الهيكل لهذه المدخرات، وإعادة بيعها في الأسواق. وأكد المهندس علاء الدين الهيب الخبير المعتمد في جمعية الطاقات المتجددة والبيئة والمناخ في تصريح خاص لموقع بزنس2 بزنس أن سورية تعوم على بحور من الطاقات، وتنوع مصادرها، ومع ذلك لا نزال نجلس في العتمة، وسعر الكهرباء أغلى من الدول المجاورة و الله أعلم حول الأسباب.
وأشار إلى تنوع مصادر توليد الطاقة في سورية من الشمس ، والرياح المستمرة، وتوليد الطاقة عن إعادة تدوير النفايات الصلبة كما في السعودية، وذلك للحصول على الطاقة الكهربائية ضمن مشروع إدارة النفايات الصلبة، والطاقات الناتجة عن تحويل البلاستيك والمطاط (إطارات السيارات) إلى وقود سائل، والطاقات الناتجة عن معالجة مياه الصرف الصحي، بالاضافة إلى وجود السجل الزيتي الذي يستخدم في توليد الكهرباء، ويتم توليد 600 ميغا في الاردن بينما في سورية مخزون كبير ولا أحد يستخدمه .
وحول فحص ألواح الطاقة الشمسية التي تدخل الى سورية بين الخبير أن الفحص الذي يتم هو فحص بدائي يتم أخذ عينات عشوائية من كل شحنة وتقاضي الرسوم عن كامل الشحنة والفحص يركز على قياس الدخل والخرج لكل لوح بطريقة غير حديثة.
والسؤال إلى متى ستستمر تجارة الضوء في سورية وهل لهذه التجارة مع استمرار العتمة يسأل المواطن السوري البسيط؟!