خاص B2B-SY
يئن معظم السوريين هذه الأيام من أوجاع كثيرة: أوجاع بدنية، وأوجاع «كورونا»، وأوجاع الأزمة المعيشية، وأوجاع المستقبل بتوقعاته المجهولة... وإذا كانت الضغط النفسي أكبر مولد للأمراض البدنية، فإن هماً جديداً أضيف إلى أوجاعهم، وهو عجزهم عن زيارة الطبيب، بسبب عدم قدرة عدد كبير من المواطنين على تسديد تعرفة المعاينة الطبية.
رئيس الرابطة السورية للأمراض النفسية، مازن خليل، أوضح أنه: "في ظل النقص الحاد لأطباء الصحة النفسية في سوريا، فإن أجوز زيارة الطبيب النفسي في سوريا، تصل حتى 50 ألف ليرة سورية".
وأكد خليل في تصريح لموقع "أثر برس" المحلي أن سوريا تعاني من نقص في كوادر الطب النفسي، فيوجد في سوريا فقط 70 طبيب اختصاص أمراض نفسية يعمل ضمن العيادات والمشافي بشكل فعلي،وتصل أجور زيارة طبيب نفسي (كشفية) حتى 50 ألف ليرة سوريا.
الطبيبة والمعالجة النفسية، رندا رزق الله، حذرت من انهيار قطاع الطب النفسي في سوريا، مشيرة إلى أن: "بعض الحالات قد تدفع بالمريض إلى إنهاء حياته، وهي ظاهرة لها جذران الأول بيولوجي نفسي عصبي والثاني بيئي اجتماعي، واضطرابات المزاج كالاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب والهوس، وكذلك حالات الإدمان على المهلوسات والمخدرات".
وأضافت رزق الله، في تصريحات نقلها موقع "أثر برس": “في سوريا اليوم يتراجع العلاج الدعم النفسي، نتيجة هجرة الأطباء والمعالجين وندرة الأدوية الفعالة، وغلائها الفاحش مما يجعل المريض النفسي يعاني أشد حالات الألم دون أي مساعدة أو علاج".
وحول معاناة السوريين على الصعيد النفسي، اعتبرت رزق الله، أن فساد البنية الاقتصادية التي كانت تؤمن أساسيات الحياة المناسبة للإنسان من غذاء ومتطلبات معيشية ملحّة، نتج عن غيابها صعوبة في العيش، وإحساس بالتفاهة واللا جدوى وانعدام القيمة الإنسانية للحياة.
وتابعت:” بالإضافة إلى فقدان الإحساس بالقيمة في العمل نتيجة الفساد المستشري في معظم الوظائف العامة والخاصة، فالشباب السوري اليوم من خريجي الجامعات يمكثون سنوات طوال ريثما يجدون فرصة عمل، وعندما يجدون هذه الفرصة لا يكفي راتب الوظيفة أجرة مواصلاتهم“.
وفي وقت سابق، كشف مدير مشفى ابن سينا للأمراض العقلية في دمشق، أيمن دعبول، عن قلة الأخصائيين النفسيين في سوريا، حيث أكد أن عدد الأطباء في سوريا حاليا يبلغ 45 طبيبا في كافة أنحاء البلاد.
ولفت دعبول، في تصريحات لإذاعة “ميلودي إف إم”، إلى أن حاجة البلاد إلى الأخصائيين النفسيين،"تصل إلى 10000 طبيب نفسي بالحد الأدنى، وذلك بالنظر إلى عدد السكان".
وتسببت الضغوط النفسية في سوريا، بارتفاع نسبة إصابة الشباب باﻻحتشاء القلبي في سوريا، بنحو 15 بالمئة.
بدوره أستاذ أمراض القلب في كلية الطب بجامعة "تشرين"، الدكتور إياس الخيّر،أرجع ارتفاع نسبة الإصابة بهذا المرض إلى "الضغط النفسي الشديد والوضع المادي السيئ، وما قد يرافقه من عزوف عن تناول الأدوية اللازمة والضرورية".
واعتبر، أن ما سبق "أسباب تلعب دورا كبيرا في زيادة حدوث مثل هذه الاحتشاءات وبأعمار صغيرة، بسبب ما يرافقها من إفراز هرمونات الشدة، والتقبض الوعائي الشديد".