تقف عقارب الزمن فجأة ويخيم الحزن على أسرة أدخلت أحد أفرادها إلى المستشفى لظروف متعددة، فبين انتظار خبر الشفاء أو خبر الولادة يكون خبر الوفاة جزءاً صادماً غير متوقع ومستهجن، خصوصاً أن المريض ليس مهدداً بمرض خطير قد يقضي على حياته، إلا أنه أصبح ضحية للمشافي السورية التي يمكن أن يدخل إليها الفرد ويخرج منها جثة نتيجة للأخطاء الطبية التي تحصل وتكرر دون حسيب أو رقيب.
الأخطاء الطبية لم تفارق المشافي في سوريا يوماً إلا أنها ازدادت بشكل واضح خلال السنوات الماضية، ورغم ما تطالعنا به وسائل الإعلام بين الحين والآخر، عن خطأ طبي أدى لوفاة أحدهم، تبقى حالات كثيرة طي الكتمان،حيث كانت هجرة الكوادر الطبية وضعف الرقابة، أسباباً أساسية لرفع نسبة الأخطاء الطبية، وهذا الأمر انعكس سلباً على السوريين.
النيابة العامة في سوريا، قامت اليوم الجمعة، بإغلاق مشفى الغزالي بدمشق، على خلفية تسبب أحد كوادرها بوفاة مريض نتيجة خطأ طبي منذ أيام حيث نقلت صحيفة "الوطن" المحلية، عن "مصدر في الطب الشرعي" قوله إن "المعلومات الأولية تشير إلى إثبات وفاة الشباب حامد البارودي 22 عاما نتيجة إعطائه إبرة روسيفلكس من قبل الممرض المناوب، في مشفى الغزالي بدمشق".
ولفت المصدر إلى أنه تم إصدار أمر من النيابة العامة بتوقيف الممرض المناوب، مشيراً إلى أن التحقيقات مازالت جارية حتى الآن، لكشف التفاصيل الكاملة.
ومؤخرا تسببت الأخطاء الطبية بوفاة العديد من المرضى، حيث أصبحت هذه الظاهرة منتشرة في الأوساط الطبية في سوريا.
وفي هذا السياق، ذكرت مواقع محلية أن الشاب محمد حامد البارودي دخل مشفى الغزالي في دمشق نتيجة تسمم غذائي بسيط، وخلال العلاج أعطى الكادر الطبي للمريض حقنة لتركيب دوائي يسبب له حساسية شديدة، ما أدى إلى مضاعفات عكسية أدت إلى وفاته.
وبحسب ما تم تداوله، فإنّ والدة المريض حذّرت الطبيب من أنّ ابنها يعاني من حساسية دوائية، لكن الطبيب لم يستجب لتحذيرها وأعطاه الدواء، وعندما دخل المريض في مرحلة الخطر كان بحاجة لصدمة كهربائية لكن جهاز الصدمات في المستشفى كان معطلاً، مما حال دون إنقاذ حياة الشاب.
وطالب ابن عم الشاب علاء البارودي عبر حسابه في (فيس بوك)، بمحاسبة الطبيب والممرض وإحالتهم للقضاء لكونهم استهتروا بحياة حامد ولم يكونوا على قدر الأمانة التي أقسموا عليها، بحسب تعبيره.