ترتفع أصوات الباعة ضمن أكبر الأسواق في حماة، وهم ينادون على «الذهب الأصفر»، في إشارة منهم إلى الكمأة التي تشكل مصدر رزق لهم.
وتوصف الكمأة بأنها ابنة البرق والرعد، ويفيض موسمها إن جاء المطر في أوائل الخريف، وتباع الكمأة بسعر مرتفع، ما يفسر إقبال المواطنين في المناطق الريفية على جمعها لبيعها في ظل ظروف اقتصادية صعبة مع حرب مستمرة منذ 12 عاماً.
في سوق حماة، يراوح سعر الكيلوغرام الواحد بين 5 و25 دولاراً، وفق جودة الثمار وحجمها وتتصدر صناديق الكمأة ما عداها من خضار وفواكه. بين الفينة والأخرى، وإذا ما صرخ أحدهم «مزاد، مزاد»، فيتجمع حوله تجار يريدون شراء كميات كبيرة، ليبدأ المزاد على خمسين كيلوغراماً يحظى بها من يقترح السعر الأعلى.
وبحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية (AFP)، يفتتح عمر البوش(52 عاماً) مزاده بسعر 32 ألف ليرة للكيلوغرام الواحد، ليختتمه بعد أقل من ربع ساعة بسعر 61 ألف ليرة.
وقال إنه: «ثمة عائلات تفضل شراء الكمأة على اللحمة» موضحاً أن «سعرها يختلف بحسب جودتها، ولدينا نوعيات تناسب ذوي الدخل المتوسط».
وبحسب تجار، فإن الكمأة الأغلى ثمناً هي الكمأة السوداء التي تشتهر بها مناطق البادية في ريفي حلب وحماة. وبسبب امتداد البادية السورية المترامية الأطراف، تنتج سوريا أنواعاً مختلفة من الكمأة.
وبادر عدد من التجار، وفق ما يشرح جمال الدين دكاك (51 عاماً) وهو تاجر جملة من دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى شراء النوعيات الجيدة من المحاصيل وتصديرها بشكل فردي إلى العراق ولبنان. كذلك، جرى تصدير كميات إلى الخليج عن طريق التهريب عبر الأردن.