أوضحت دراسة اقتصادية جديدة هشاشة النظام المصرفي الأمريكي في أعقاب انهيار بنوك سيليكون فالي وسيلفرغيت كابيتال وسيغنتشر في شهر آذار الماضي، وكشفت أنه حتى في حال أبقى نصف المودعين أموالهم فإن 190 بنكاً آخر معرض لخطورة الفشل والانهيار.
ولفتت الدراسة التي نشرتها صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية إلى أن بنك (باك ويست بنكورب) في سان فرنسيسكو بدأ فعلاً بالبحث عن مشتر لأصوله مباشرة بعد انهيار بنك (فيرست ريبابليك) الذي اعتبر ثاني أكبر فشل مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة، ليزداد توتر المستثمرين والمودعين في أغلب البنوك الإقليمية بسبب ما قد يحدث للقطاع المصرفي الأمريكي.
ومع الارتفاع الملحوظ في أسعار الفائدة الناجم عن استمرار محاولات مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمواجهة التضخم الذي سجل مستويات غير مسبوقة، اقترب عدد آخر من البنوك الأمريكية من حافة الانهيار، حيث يؤدي ارتفاع الفائدة إلى تآكل قيمة الأصول المصرفية، مثل الاستثمارات في السندات الحكومية والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري.
خبراء في مجال الاقتصاد حذروا بدورهم في دراسة نشرها مركز (سوشال ساينس ريسرتش نيتورك) من أن الانخفاضات الأخيرة في قيم الأصول المصرفية أدت إلى زيادة كبيرة للغاية في هشاشة النظام المصرفي الامريكي، بما فيه من ودائع غير المؤمن عليها، مؤكدين أن التدافع على هذه البنوك يشكل خطراً أيضاً على أصحاب الودائع المؤمن عليها التي تقل عن 250 ألف دولار، حيث بدأت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع في تكبد خسائر من أجل تعويضهم.
وكان بنك سيليكون فالي انهار بسبب أوضاع مشابهة، حيث احتفظ بمعظم أصوله في سندات حكومية أمريكية طويلة الأجل ثابتة العائد، وانخفضت القيمة السوقية لهذه السندات بالتزامن مع ارتفاع أسعار الفائدة.
وبعد انهيار سيليكون فالي تعرضت عدة بنوك للتعثر أو اقتربت منه، وكان آخرها بنك (باك وست بنكورب)، الذي فقد سهمه خلال تعاملات الخميس أكثر من 50 بالمئة من قيمته.