بعد منح المواطنين حالة من التفاؤل عند صدور إعلان صندوق دعم الطاقة المتجددة بمنح قروض تركيب واستخدام الطاقات المتجددة لقطاعات منزلية وزراعية، تأتي الشروط المصرفية للحصول على القرض لتخيب آمالهم.
وذكر أحد المواطنين ممن حاول التقديم للحصول على قرض الطاقة المتجددة للقطاع المنزلي في اللاذقية، بأن شروط منح القرض من المصارف المحددة سواء التجاري أم التسليف الشعبي، هي شروط «تعجيزية»، مطالباً بتسهيلات فعلية لمنح هذه القروض التي باتت حاجة ملحة في ظل انعدام توفير الكهرباء المنزلية العادية.
وأضاف في حديثه لصحيفة الوطن، بأن شروط القروض في المصارف معقدة ولا تناسب الموظف «العادي» سواء في القطاع العام أم الخاص، فالموظف الحكومي يُطلب منه عدد محدد من الكفلاء لا يجوز أن يكونوا مقترضين أو متقدمين بكفالة لأحد، أو شهادات استثمار، إضافة لأن يتم تقديم ثبوتيات عقارية تتطلب وقتاً طويلاً لإصدارها من الوحدات الإدارية، وفقاً لقوله، في حين أن الموظف في القطاع الخاص يطلب منه أن يكون مسجلاً لدى التأمينات الاجتماعية منذ أكثر من خمس سنوات.
وبين عدد كبير من المواطنين، أنهم غير قادرين على تحقيق شروط القرض، وبالتالي خاب أملهم في الحصول على الطاقة البديلة للكهرباء الغائبة منذ سنوات عن منازلهم وعن مطابخهم خاصة في فصل الصيف، في ظل التقنين القاسي، متسائلين عن سبب عدم تقديم تسهيلات حقيقية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود للحصول بكل يسر على هذا القرض.
من جهتهم، أشار عدد من أعضاء مجلس محافظة اللاذقية، إلى صعوبة تحقيق شروط المصارف في الحصول على القرض المنزلي بشكل خاص، وسط طلبات وصفها أحد الأعضاء بـ«التعجيزية».
وذكر بأن شروط المصرفين التجاري والتسليف الشعبي أحبطت آمال الكثيرين بتركيب المنظومة الكهروضوئية بموجب القرض الذي روّج له على أنه لذوي الدخل المحدود، مبيناً أن شروط المصارف تستوجب تحديد عمر معين تحت 50 عاماً وأن يكون لدى المقترض 6 كفلاء من غير المقترضين أو الكفلاء سابقاً لأي كان، وشروط حول التسجيل بالتأمينات الاجتماعية وغيرها، وهذه أمور تعجيزية، متسائلاً: هل هناك مواطن في سورية لم يتقدم لقرض أو يكفل أياً من معارفه للحصول على قرض خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة!
وقال مدير فرع صندوق دعم الطاقات المتجددة في اللاذقية، مهند علي: يجب على المتقدم أن يكون مشتركاً بالطاقة الكهربائية ويقدم آخر فاتورة مسددة، وصورة عن الهوية وبيان قيد عقاري وثبوتيات محددة لساكني المنزل سواء كان إيجاراً أم ملكاً له، وموافقة مجلس المدينة للتركيب على سطح المنزل وتقرير سلامة إنشائية بعد الزلزال، ويتم تحويل المعاملة إلى المصرف واتخاذ الإجراءات المصرفية الخاصة بالمنح وفق شروط كل مصرف.
وأضاف علي: إن الصندوق يدعم قرض السخان الشمسي بقيمة 5 ملايين ليرة والتسديد لمدة 5 سنوات، وقرض العزل الحراري للطوابق الأخيرة (100 متر) وأنواع أخرى للقرض منها الزراعي والسياحي والصناعي، وجميعها تمنح حسب شروط محددة وميسرة.
وبيّن أن القرض الزراعي يدعم تركيب منظومة طاقة متجددة لري الآبار بشرط موافقة الموارد المائية لحفر بئر أو في حال كانت البئر موجودة تحصل على دعم 20 كيلو واط بسعر يصل إلى 105 ملايين ليرة بأقساط حتى 10 سنوات.
وأضاف: إن هناك قروضاً للمداجن والمباقر باستطاعة 20 كيلو واط، ومثلها لمشروع الهاضم الحيوي (بديل الغاز المنزلي) لحد 14 متراً إضافة لقروض صناعية سواء بالمنطقة الصناعية أم غيرها، والقرض السياحي بسقف استطاعة 3.5 كيلو واط، ويمكن التقديم عليها للشاليهات والمناطق السياحية، وجميعها بالمجمل الغاية منها استبدال الطاقات التقليدية بالطاقات المتجددة النظيفة سواء الشمسية أم الكهروضوئية أو الريحية.