بينما يحاول السوريون التكيف مع أوجاع الأزمة الاقتصادية المستمرة، يتسلل إلى حياتهم تحدي جديد يهدد بنبذهم في ظلام مطبق، وهو توفير أبسط متطلبات الحياة؛ المياه والكهرباء.
زادت معاناة السوريين مع بدء فصل الشتاء، من عدم قدرتهم على ضخّ المياه وعدم تشغيل مضخات المياه المنزلية وخصوصاً بالأبنية ذات الطوابق المرتفعة، بسبب ارتفاع عدد ساعات التقنين الكهربائي لفترة طويلة وعدم وجود الكهرباء بدمشق.
وأوضح بعض المواطنين لصحيفة "الوطن" المحلية، بأنه عند وجود المياه لا تصل إلى الطوابق العالية ويعانون من فقدانها، مشددين على ضرورة التنسيق بين الكهرباء والمياه بهذا الموضوع، إضافةً لعدم وجود برنامج ثابت لتقنين الكهرباء ليتم التمكن من وضع برنامج ثابت للمياه يتناسب مع الكهرباء، والانقطاع الطويل للكهرباء يفاقم المعاناة بالأماكن التي لا تصلها المياه إلاّ من مضخات المياه أو الخطوط الواقعة بنهاية الشبكة.
ومن جهته أفاد المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بدمشق وريفها "محمد عصام الطباع" ل "الوطن"، أنه نتيجة واقع التيار الكهربائي الحالي يتم تأخير فتح الخزانات الرئيسية مدة نصف ساعة أو ساعة حتى يتم ملؤها بالكامل، والاستفادة منها بطاقة أقوى للوصول للمنازل بطاقة ضخّ عالية تصل لكل المناطق، مشيراً أنّ أكثر من 95% من المناطق لا يوجد فيها شكاوى بهذا الموضوع.
وأوضح "الطباع" بأنه لم يرد للمؤسسة شكاوى بوجود معاناة بعدم الحصول على المياه، لافتاً لوجود بعض الشكاوى الفردية من مواطنين يسكنون بطوابق مرتفعة، وأنّ برنامج التقنين ثابت ولم يطرأ عليه تغير.
وأضاف "الطباع" بأنه يتم فتح الخزانات الرئيسية عند الساعة الثانية ليلاً حتى الساعة التاسعة صباحاً ب 40% من مناطق دمشق، وبمناطق أخرى يتم فتح الخزانات صباحاً، موضحاً وجود 15 ل 20 مراقب شبكة موزعين على جميع مناطق دمشق.
وأشار "الطباع" لوجود تنسيق مع الكهرباء لتفادي القطع على الخطوط الرئيسية ومعالجة أي عطل في حال وقوعه، إضافةً لتعاون الكهرباء بهذا الموضوع وورشات الكهرباء في استنفار لتصليح أي عطل.
الجدير بالذكر بأنّ معظم المناطق والمحافظات بسوريا تعاني من قلة وجود المياه في ظل الوضع الخدمي السيء بالبلاد، وتفاقم المعاناة مع تزايد ساعات التقنين الكهربائي بالشتاء.