أشارت صحيفة رسمية إلى أن السوق السورية خارجة عن قواعد الاقتصاد العالمية تماماً، وتسبح في فضاء مختلف عنها.
وقالت صحيفة البعث: التاجر للأسف هو الذي يخلق الأسباب الموجبة لرفع الأسعار، وهو ذاته الذي يقرّر خفض الأسعار متى شاء، وهو باختصار من يتحكم في كل شيء وبسعر الصرف، وبالتالي حتى سوق الصرف الموازية “السوق السوداء” ستكون بالمحصّلة من صناعة التاجر، وهو الذي يقرّر متى يرتفع سعر الصرف ومتى ينخفض، مستغلاً العجز الحكومي الواضح عن السيطرة على هذه الظاهرة.
في السياق، أكد الخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة، أن ارتفاع سعر الصرف أدى إلى زيادة في أسعار السلع، حيث قامت أغلب شركات تعبئة المواد الغذائية بزيادة أسعارها، مثل الزيت والبن والشاي، متسائلاً لماذا لم يقم التاجر بخفض الأسعار عند انخفاض سعر الصرف.
وأشار حبزة لصحيفة البعث، إلى عدم وجود قانون اقتصادي يحكم واقع السوق، قائلا: اقتصادنا يختلف عن اقتصاد العالم بكونه اقتصاداً مغلقاً، لا يخضع لقوانين اقتصادية عالمية، وعملنا الاقتصادي آنيّ يتذبذب مع تذبذب سعر الصرف، فإذا ارتفع سعر الصرف قام التاجر برفع أسعار المواد، وإذا انخفض ترك السعر مرتفعاً بحجّة أنه اشترى المواد بسعر مرتفع، فالحجة دائماً موجودة لدى التاجر، وهذا ما يؤكّد وجود خلل كبير في الواقع الاقتصادي.
وأشار حبزة، إلى أن موضوع الخدمات أيضاً يتأثر بارتفاع سعر الصرف، حيث يتم تسعير الخدمة بما يقابل قيمتها بالدولار دون جدال، والأطباء أيضاً يقيسون خدماتهم للمرضى بالدولار، وهذا ينسحب على كل شيء موجود في الأسواق، مؤكداً أن هذه ظاهرة سلبية في حياتنا.