أجبرت الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد السوريين على إيجاد أي طريقة لتأمين مصدر دخل إضافي يكون سنداً لهم لتأمين مستلزمات الحياة، إلا أن هذا الموضوع وصل إلى مياه زمزم التي تعتبر ذات حضور في وجدان السوريين.
إذ لم تسلم القدسية الوجدانية لهذه المياه من بورصة التسويق في سوريا فمثلاً تم نشر منشور تسويقي على أحد مجموعات “فيسبوك” المختصة بالبيع والشراء غالون مياه زمزم سعة 5 ليتر بمقابل 260 ألف ليرة سورية، وبعد الخصم عن سعرها الأساسي المحدد بـ325 ألف ليرة، على الرغم من أن سعرها في مواقع التجارة العالمية، وبالسعة ذاتها يتراوح ما بين 44 إلى 76 ألف ليرة، متضمناً أجور التوصيل، وبالتالي فإن السعر المقابل للمادة في سوريا يتخطى الستة أضعاف على الأقل وفقاً لتلفزيون الخبر.
وتقتصر هذه الظاهرة على عمل مسوقين ضمن صفحات أو مجموعات فيسبوكية، يطرحون بضائعهم مقابل أسعار “معومة” إن صح التعبير، بحيث لا رقيب ولا ضابط عليها.
يشار إلى أن مياه زمزم تدخل سوريا إما عن طريق المعتمرين، أو مع عودة الحجاج بعد انتهاء موسم الحج إلى مكة المكرمة، ويتم الطلب على مياه زمزم غالباً لأغراض شفائية، لما يؤمن به العديد من المسلمين بكونها مياهاً مباركةً، ولها منافع وفوائد عديدة، على المستويين الجسدي والروحاني.
وكانت قد نقلت عدة مواقع إعلامية سوريا أن عبوات مياه زمزم طانت تباع في 30 حزيران الماضي بسعر يبلغ 225 ألف ليرة سورية علماً أن سعر العبوة المحدد في المملكة السعودية يقف عند “8.5 ريال سعودي”، ما يعادل 29.750 ألف ليرة سورية، ما يعني أنها كانت تحقق ربحاً بمقدار 190 ألف ليرة سورية لكل 5 ليترات ، ما يعادل نحو 570 % من قيمة رأس المال لكل عبوة.