بينما تسعى دول العالم إلى الحفاظ على مواردها المائية وتقليل الهدر، تواجه سوريا مشكلة متزايدة في قطاع المياه، حيث تشكل عدادات المياه القديمة عاملاً رئيسياً في فقدان كميات كبيرة من المياه. ووفقًا للخبير د. محمد المفتي، فإن 70% من عدادات المياه في دمشق فقدت حساسيتها، مما يؤدي إلى هدر مائي كبير.
ويرجع ذلك إلى أن العمر الافتراضي للعدادات لا يتجاوز سبع سنوات تلك من صنع مؤسسة معامل الدفاع، بينما العديد منها في سوريا تجاوز العشر سنوات دون استبدال أو صيانة، مما يعمق الأزمة في ظل ندرة المياه وفقا لما نشرته صحيفة "تشرين" المحلية.
وقال المفتي إن 70% من العدادات المركبة في دمشق تعطلت نهائياً أو فقدت حساسيتها بحيث تعطي قراءات قد تصل إلى نصف الاستهلاك الفعلي أو أقل من ذلك، وفي حال العطل النهائي للعداد يتم تقدير كمية المياه المستهلكة بشكل تقريبي بما يتناسب مع استهلاك الجوار مهما كان استهلاكه.
ولفت المفتي إلى أن دراسة أجريت في جامعة دمشق أثبتت أن نسبة الفاقد الناتجة عن أعطال العدادات تشكل نسبة بحدود 70% من الفاقد الكلي.
وقال الخبير إنه في دراسة أجريت في جادات المهاجرين الأولى والثانية والثالثة، وهي منطقة تعد ظروف عمل الشبكة فيها مثالية، بلغ فاقد الشبكة بحدود 36% من كمية المياه المرسلة في الشبكة، وبالتالي يتوقع أن يبلغ الفاقد في الشبكة كاملة بحدود 40-45% من كمية المياه المرسلة في الشبكة.
وحول قدم الشبكة المائية في دمشق غذ يعتبرها البعض من أيام الحقبة العثمانية، نفى المفتي هذا الكلام مؤكداً أنه بدأ تجديد شبكة مياه دمشق في عام 1976 وانتهى عام 2004، وبالتالي فالشبكة جديدة نسبياً، والتنفيذ تم بأنابيب (فونت) مرنة فرنسية ويابانية مطابقة للمواصفات العالمية، وبالتالي لا يمكن القول إن الشبكة قديمة.
تجدر الإشارة إلى أن قيمة الفاقد المائي في الدول المتقدمة تتراوح بين 8-20% من كمية المياه المرسلة في الشبكة، وهو الحد الأعظمي المقبول فنياً واقتصادياً للفاقد وفقاً للاتحاد الدولي للمياه IWA، أما في الدول النامية فتصل قيمته إلى 35% من كمية المياه المرسلة في الشبكة وقد تصل إلى 50%.