بدأ الدولار الأميركي تداولاته في السوق السوداء صباح أمس بين 81.5-82.5 ليرة سورية، مع استقرار نسبي بين الصرافين، محققاً مكاسب محدودة مقارنة بتداولات أول من أمس.
وتزامن ذلك مع بدأ بعض المصارف الخاصة ببيع الدولار للمواطنين على أن يتم التسليم بعد يوم أو يومين، كذلك الأمر بالنسبة لبعض شركات الصرافة، والذين يشترون من المصرف المركزي.
وقال مدير عام شركة الشرق الأوسط للصرافة عبد القادر النعال لـ«الوطن»: هذه الحال سرعان ما تغيرت في التداولات المسائية في السوق السوداء بعد إغلاق المركزي والمصارف الخاصة، حيث خسر الدولار ليرة سورية فأصبح الشراء يتم على 80.5 ليرة سورية مع تحفظ شديد على البيع، لدى معظم الصرافين».
وبيّن النعال أن معظم الصرافين يشترون الدولار بحدود 80.5 ليرة سورية، بما يصب في مصلحتهم، بدلاً من أن يشتروا من مصرف سورية المركزي بـ81.5 ليرة، وخاصة مع ارتفاع العرض في السوق بشكل ملحوظ خلال الأمس، وخاصة «العرض البيتوتي» -إشارة إلى قيام الأسر ببيع ما يدخرونه من دولارات- وذلك خوفاً من هبوط أكثر للدولار متوقعاً استمرار الدولار بالهبوط لحدود 75 ليرة حتى يوم الخميس القادم.
وقد علمت «الوطن» من مصادر مقربة من السوق عن تركز عمليات السحب أو شراء الدولار من مصرف سورية المركزي بكبار الصرافين، الذي يسعون لسحب كميات مهمة، في المقابل يبيعون التجار والمواطنين على سعر 81.5 أو أكثر قليلاً بشرط أن يتم التسليم بعد يومين، يعتمدون في ذلك على الشراء من المركزي بأقل من هذا السعر مع خفض المركزي للسعر الذي يبيعهم فيه بحدود نصف ليرة إلى ليرة يومياً.
أما رسمياً وفق نشرة مصرف سورية المركزي ارتفع الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية إلى مستوى 59.95 ليرة للدولار مقارنةً بـ 59.90 ليرة للدولار في تداولات الأمس، على حين انخفض سعر صرف اليورو مقابل الليرة السورية إلى مستوى 87.57 ليرة لليورو مقارنةً بـ 78.65 ليرة لليورو في تداولات أمس.
ووفقاً لتقرير لمصرف سورية المركزي أمس سجل الطلب على الدولار الأميركي ارتفاعاً طفيفاً إلا أنه لم يتجاوز المليون دولار، على حين انخفض العرض منه إلى مستوى تجاوز المليون بقليل مقارنةً بـ 3.5 ملايين في التداولات السابقة، في الوقت الذي سجل الطلب على اليورو ارتفاعاً إلى مستوى 2.7 مليون يورو مقارنةً بمليون في التداولات السابقة، واستمر العرض منه مستقراً عند مستويات متدنية لا تتجاوز النصف مليون يورو، هذا وقد سجلت تعاملات المصارف فيما بينها مستويات غير جديرة بالذكر.
أما في سياق مراكز القطع فقد كشف التقرير عن انخفاض نسبة مراكز القطع الأجنبي المدينة بالدولار الأميركي من إجمالي المراكز المدينة بالعملات الأجنبية لدى المصارف المرخصة إلى مستوى 85.68% مقارنة بـ90.64%، على حين سجلت نسبة المراكز الدائنة بالدولار الأميركي من إجمالي المراكز الدائنة بالعملات الأجنبية مقيمة بالدولار الأميركي لدى المصارف المرخصة في تداولات أمس ارتفعت إلى مستوى 8.79% مقارنةً بـ 8.07% في تداولات أول من أمس، علماً بأن مراكز القطع الأجنبي الدائنة لدى المصارف المحلية تتركز بشكل رئيسي في العملات العربية التي ما زالت تتسم بأنها عالية العائد والتي ترتبط في الوقت نفسه بسعر صرف ثابت مقابل الدولار الأميركي، على حين ارتفع احتفاظ المصارف العاملة بمراكز دائنة باليورو، وسط توجه المستثمرين للتعامل باليورو وذلك على خلفية تخوف المستثمرين من التعامل بالدولار الأميركي إثر العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية على حوالات الدولار الأميركي.