ذكر وزير الصحة الدكتور سعد النايف أن الأزمة في سورية أثرت على جميع القطاعات ومنها القطاع الصحي وطالت صحة الأطفال بشكل مباشر بما في ذلك حالتهم التلقيحية مشيراً إلى أن أكثر من 200 ألف مولود كان من المفترض أن يحصلوا على لقاحاتهم إلا أن الظروف الراهنة حالت دون ذلك كما تخلف أهالي مئات الآلاف من الأطفال دون الخامسة من العمر عن استكمال لقاحات أطفالهم في حين أن بعض الأهالي لم يقوموا بإعطاء أطفالهم حديثاً أي لقاح من اللقاحات المقررة ضمن برنامج التلقيح الوطني.
وأكد النايف خلال افتتاحه أمس ورشة العمل التحضيرية لحملة التلقيح الوطنية التي تنفذها الوزارة بالتعاون ما بين منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف أن الحملة ستكون ضد مرضى الحصبة والشلل والتي ستنفذ خلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني القادمين وتستهدف تلامذة الصفوف السادس والسابع والثامن والتاسع في مدارسهم بإعطائهم لقاح الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف كما تستهدف الأطفال دون الخامسة من العمر بلقاح الشلل إضافة إلى استكمال الحالة التعليمية للأطفال دون الخامسة وفق برنامج التلقيح المعتمد لافتاً إلى أن آلاف العاملين الصحيين في المراكز الصحية سينفذون هذه الحملة إضافة إلى أكثر من مئة فريق طبي من العاملين في الفرق الجوالة والعيادات الطبية المتنقلة التابعة لوزارة الصحة وبقية القطاعات الأهلية المشاركة بإيصال اللقاح.
ولفت النايف بحسب صحيفة "تشرين " إلى أنه لم تسجل أي حالة غير اعتيادية لأمراض سارية أو معدية موضحاً أن العاملين في القطاع الصحي وكذلك المنظمات الدولية الصحية يعلمون جيداً أن وزارة الصحة تتبع للمعايير العالمية في تقييم حدوث الجائحات والأوبئة وتعتمد إجراءات صارمة للترصد والتقصي الوبائي وتأكيد الحالات المشتبهة مخبرياً وليس بالتهويل الإعلامي ونشر الأكاذيب.
بدورها الدكتورة إيمان بهنسي ممثلة منظمة اليونيسيف أشارت إلى الاهتمام الكبير الذي يحظى به برنامج التلقيح الوطني وأن خدمة اللقاحات من أكثر الخدمات طلباً وإقبالاً من المواطنين على الرغم من الظروف الطارئة التي تمر بها سورية.
لافتة إلى دعم اليونيسيف والصحة العالمية لبرنامج التلقيح الوطني والحملات المكملة منذ أكثر من ثلاثين عاماً وبينت بهنسي أنه في حالات الطوارئ يمكن الاستفادة من برنامج التلقيح لتنشيط معظم مكونات صحة الطفل فيما يسمى بأيام صحة الطفل وهو من أهم مبادئ مقومات الرعاية الصحية لافتة إلى أن وزارة الصحة تسعى إلى تنفيذ هذه الأيام تزامناً مع حملة التلقيح ضد الحصبة وشلل الأطفال بالتعاون بين الصحة العالمية واليونيسيف وسيتم خلال هذه الفعالية توزيع المتممات الغذائية الوقائية والفيتامينات ومستلزمات النظافة الشخصية على الأطفال والأمهات مع التركيز على بعض المحافظات.
السيدة اليزابيت هوف الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية أكدت دعم المنظمة لجهود الوزارة في إنجاح حملة التلقيح من خلال تدريب وحوافز للعاملين إضافة إلى الدعم اللوجستي المتعلق بالحملة من خلال إيصال اللقاحات لبعض المناطق وتأمين أجهزة التبريد بالتعاون مع مكاتب المنظمة لتطول الحملة الأطفال السوريين المهجرين في دول الجوار.
الدكتور أحمد العبود مدير الرعاية الصحية في وزارة الصحة أوضح أهداف الورشة وأهمية اللقاحات بالنسبة لصحة الطفل والمجتمع وعرج على التحديات الراهنة التي تواجه تنفيذ حملات التلقيح.
وبينت الدكتورة نضال أبو رشيد مديرة برنامج التلقيح في وزارة الصحة أن الحملة تستهدف الأطفال عامة والموجودين في المناطق الصعبة بشكل خاص مؤكدة أن ازدياد عدد حالات الحصبة خلال هذا العام لا يعني وصولها إلى عتبة مخيفة علماً أن عدد الحالات الكلية المسجلة هي 383 حالة مثبتة وتختلف من محافظة لأخرى وأكدت أن توقيت الحملة سيبدأ بالنسبة للمدارس من 20/10/2013 وحتى نهاية الفصل الدراسي الأول وفي مراكز الإيواء والمراكز الصحية من 10 إلى 21/11/2013 إذ سيتم إعطاء لقاح MMR إضافة إلى إعطائهم فيتامين A عيار 200000 وحدة وإعطاء لقاح الشلل الفموي.
واستعرضت د. لمياء أبو عجاج آلية العمل بالحملة بينما تناول الدكتور كنان فانوس مسؤول الترصد في برنامج اللقاح الوطني مستويات الحملة والرسائل المطلوب إيصالها.