تتعاظم مخاوف أهالي البقاع اللبناني في ظل المؤشرات المتلاحقة والمتسارعة من تراجع حركة التصدير والاستيراد على طول الحدود البرية، إلى ارتفاع أسعار الشحن بما يزيد عن 30% عن أسعار الموسم الماضي بفعل الأحداث الجارية في سورية، والتي نجم عنها ضرر كبير في حركة العبور اليومي ما بين البلدين، ما ألحق خسائر كبيرة بمئات العائلات من الجانبين، توجت بكارثة القرار السوري الذي حمل الرقم 7189 الذي ينص على فرض «ضريبة مازوت» تصل إلى حدود 24 ألف ليرة سورية على كل براد يدخل سورية ويخرج منها. حسب مانقلت صحيفة السفير اللبنانية.
وأضافت الصحيفة: المخاوف كثيرة في البقاع ويتصدر قائمتها القطاع الزراعي والعاملون فيه، أي المئات من العائلات التي يسكنها الهلع على الموسم الزراعي، إلى الموسم السياحي الذي ما انفك يتلقى الضربات المتتالية التي حرمته من الاستفادة من عشرات الوفود السياحية السورية والتركية والأردنية، فضلاً عن الخوف من أن تنعكس الأحداث الجارية على حركة عبور العائلات الخليجية؛ وصولاً إلى كارثة الكوارث أي حركة العبور المشلولة بين لبنان وسورية والتي يدفع ثمنها البقاع اللبناني كونه الأكثر ارتباطاً بالداخل السوري من النواحي الاجتماعية إلى الاقتصادية والتجارية والسياحية.
هذه المخاوف والكوارث تؤكدها صحيفة السفير بأرقام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع التي تدل على تراجع في حركة التصدير اللبناني عموما والبقاعي تجاه سورية بنسبة تتجاوز 35% قياساً إلى أرقام السنة الماضية.
ففي الأشهر الاربعة الأولى من عام 2010 بلغت قيمة الصادرات البقاعية باتجاه سورية ما يتجاوز40 مليار ليرة لبنانية، في حين أن قيمة الصادرات للأشهر الأربعة الأولى من عام 2011 لم تبلغ 25 مليار ليرة لبنانية، أي بتراجع يبلغ حوالي 15 مليار ليرة لبنانية، وما نسبته 37،5 في المئة، وهو مستوى كارثي بحسب مدير عام الغرفة يوسف جحا، الذي يؤكد أن البقاع اللبناني يدفع ثمناً باهظاً في الزراعة والصناعة جراء الأحداث السورية.
الخسائر لم تقف عند حدود القطاعات الإنتاجية، إنما طالت موارد الدولة اللبنانية التي تأثرت بشكل سلبي عند المرافق الحدودية، التي تشهد تراجعاً في حركة دخول وخروج الشاحنات في اتجاهي التصدير والاستيراد.
ويبلغ متوسط حجم الواردات المالية اليومي في منطقة المصنع عند الحدود اللبنانية – السورية بما يزيد عن مليار ليرة لبنانية، في حين أن هذه الواردات انخفضت إلى ما دون 800 مليون ليرة في اليوم الواحد، علماً أنها بلغت في أوج الأزمة السورية إبان أحداث درعا إلى ما دون 251 مليون ليرة و691 ألف ليرة لبنانية.
تجدر الاشارة إلى أنه في مثل هذه الأيام تستقبل الحدود اللبنانية – السورية عند منطقة المصنع أكثر من مئة وعشرين قافلة وشاحنة وبراد في اليوم الواحد، ولكن منذ بداية الأحداث السورية فإن هذه الأعداد في تناقص، ولا يدخل لبنان أكثر من ثمانين شاحنة في اليوم الواحد، كما أن حركة خروج الشاحنات تأثرت كثيراً وانخفضت إلى حدود 30 %، وفق أرقام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع، التي تشير لانخفاض في عدد شهادات التصدير لهذه الفترة قياساً بالعام الماضي.
ويطال هذا التراجع القطاعين الصناعي والزراعي في آن معاً، فعلى صعيد القطاع الزراعي تبلغ شهادات المنشأ الصادرة عن غرفة التجارة في الأشهر الثلاثة الأولى للعام الحالي 1905 شهادات مقابل 2443 شهادة تصدير في الأشهر الثلاثة من العام الماضي.
وفي الموضوع الصناعي يسجل أيضاً تراجع؛ إذ بلغ عدد الشهادات للأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي 769 معاملة مقابل 738 للأشهر الأولى للسنة الحالية.