ليس من السهل الوقوف على بيانات انتاج أوبك من النفط الخام. اسأل أوبك نفسها ولن تحصل على اجابتين متماثلتين.
ونظرا لان أوبك تسهم بالجانب الاكبر من صادرات النفط العالمية فان المستوى الدقيق لانتاجها هو معلومة حيوية بالنسبة للتجار والمستهلكين والحكومات. والمشكلة هي أن العثور على ذلك الرقم ليس بالمهمة اليسيرة نظرا لندرة المعلومات الرسمية الفورية.
ويوم الخميس الماضي عمدت منظمة البلدان المصدرة للبترول وللمرة الاولى في أكثر من عشر سنوات الى نشر أرقام الانتاج كما وردت الى الامانة العامة للمنظمة في فيينا من جانب الدول الاعضاء.
ولسنوات استخدمت أوبك أرقاما من مصادر ثانوية لمراقبة انتاجها بعد نزاعات سابقة بشأن أرقام الانتاج لاعضائها. وتضمن تقرير الخميس تلك الارقام أيضا، وبين المجموعتين فروق واضحة.
ونقلا عن موقع رويترز قال سامويل سيتشوك الاستشاري لدى كيه.بي.سي لاقتصاديات الطاقة "انه يسلط الضوء على ضرورة الاستمرار في طرح الاسئلة عن سبب الاختلاف في تلك الارقام.
"أنا مندهش أن تتخذ الامانة العامة لاوبك تلك الخطوة التي ستبرز حقائق لا تبعث على الارتياح بالنسبة لبعض الدول الاعضاء."
وتضع تقديرات المصادر الثانوية بما فيها استشاريون ووسائل اعلام مهتمة بالصناعة انتاج أوبك في مارس اذار عند 31.31 مليون برميل يوميا ارتفاعا من فبراير شباط وبزيادة 1.31 مليون برميل يوميا فوق هدف أوبك نفسها رغم تراجع الانتاج الايراني.
واشار موقع رويترز أن بيانات مارس من الدول الاعضاء غير كاملة لان الجزائر والاكوادر لم تقدما أرقاما. وبالنسبة لفبراير فان أرقام الدول الاعضاء تضع انتاج أوبك عند 32.11 مليون برميل يوميا متجاوزا المستوى المستخلص من المصادر الثانوية بنحو مليون برميل يوميا.
وتظهر أرقام مارس وجهات نظر متناقضة بشأن أثر تشديد العقوبات على انتاج ايران. فقد تراجع الانتاج الايراني في مارس الى 3.35 مليون برميل يوميا حسبما تفيد المصادر الثانوية.
لكن بحسب أرقام أوبك قالت ايران ان انتاجها استقر دون تغيير في مارس عند 3.76 مليون برميل يوميا وارتفع منذ مطلع 2012 مما ينفي عمليا أن يكون المعروض قد تراجع.
وتظهر الارقام أيضا اختلافا بين بعض المزاعم القديمة بشأن الانتاج من جانب أعضاء أوبك وبين تقديرات المصادر الثانوية.
وعلى سبيل المثال أبلغت فنزويلا أوبك أنها ضخت 3.82 مليون برميل يوميا في مارس في حين تقدر المصادر الثانوية حجم الانتاج بواقع 2.38 مليون برميل يوميا.
وتقول كراكاس ان انتاجها قد تعافى من اثار اضراب بشركة النفط الوطنية بي.دي.في.اس.ايه في أواخر 2002 وأوائل 2003 وهو ما يشكك فيه بعض المحللين.
وبحسب أرقام أوبك أعلنت الكويت أن انتاجها يتجاوز الثلاثة ملايين برميل يوميا وهو رقم أعلى من تقديرات أخرى كثيرة