كانت الهند من أكبر الدول المصدرة للأرز قبل أن تدخل في مرحلة من المعوقات والصعوبات، وفي موسم 2011-2012 عادت بقوة كبيرة إلى الأسواق، مطيحة بمصدرات كبرى مثل فيتنام وتايلاند، لتصبح أكبر دولة مصدرة للأرز.
ولكن الحفاظ على هذه المكانة قد يكون صعبا، لأن المصدرين اخذوا يرفعون الأسعار. وكانت قد تراكم لديهم في السنة الماضية مخزون هائل من الأرز بسبب الحظر الذي كانت الحكومة الهندية قد فرضته على تصدير الأرز غير البسماتي منذ عام 2007. ولكنها في كل الأحوال ستبقى لاعبا كبيرا في أسواق الأرز العالمية، وإن لم يكن من المتوقع أن تصل إلى المستوى الذي حققته في موسم 2011-2012، وذلك بحسب المطلعين على مجريات الأمور في سوق الأرز.
ويقول مسؤولون رسميون في قطاع الأرز، مدعومين بقرار طال انتظاره اتخذته الحكومة في سبتمبر أيلول الماضي برفع الحظر المفروض على تصدير الأرز غير البسماتي (وهو الحظر الذي كان قد فرض عام 2007 لزيادة الكميات المعروضة في الأسواق المحلية)، إن الهند تمكنت من تصدير كميات أكبر من الأرز خلال فترة ما بين 6 و 7 شهور مما استطاعت تصيره فيتنام وتايلاند خلال موسم 2011-2012 بكامله.
ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي صادرات الأرز الهندية خلال موسم 2011-2012 ما بين 6.5 و 7 ملايين طن، وهو ما يقارب 7% من الكمية المنتجة في الهند. أما فيتنام وتايلاند فقد صدرتا ما بين 6 و 6.5 مليون طن. وقدرت وزارة الزراعة الأمريكية صادرات الهند بسبعة ملايين طن خلال هذه السنة.
وقد صدرت فيتنام خلال الفترة ما بين أكتوبر تشرين الأول 2011 ويناير كانون الثاني 2012 نحو 1.5 مليون طن من الأرز، فيما سجلت الهند خلال الفترة نفسها كمية بلغت 2.7 مليون طن. وبين أبريل نيسان 2011 ويناير كانون الثاني 2012، بلغت قيمة صادرات الأرز الهندية 3.78 مليار دولار، مقابل 1.96 مليار دولار في الفترة نفسها من العام السابق.
وبلغ نصيب الأرز البسماتي من الصادرات الهندية 2.5 مليون طن، فيما بلغت كمية الأرز غير البسماتي نحو 4.5 مليون طن.
الأسعار والأسواق
يقول أشوك غولاتي، رئيس لجنة التكاليف والأسعار الزراعية الهندية: "إن أسعار الأرز الهندي أقل من أسعار الأرز الفيتنامي، وهو ما دفع بالهند للفوز بأسواق تقليدية في أفريقيا". ويضيف أنه حين بدأت الهند تصدر الأرز في سبتمبر أيلول، كان سعر الأرز الفيتنامي أغلى من سعرها، وحين بدأت الهند تخفض أسعارها، اضطرت فيتنام إلى القيام بالشيء نفسه، لتبقى أسعارها تنافسية.
ومن جانبه قال فيجاي سيثيا، عضو اتحاد المصدرين الهنود العام، إن سعر الأرز الهندي كان يبلغ ما بين 360 و 450 دولارا للطن الواحد (FOB، وهو السعر الذي يشمل نصيب المشتري من نفقات النقل من نقطة معينة حتى مخازنه)، فيما بلغ سعر الأرز الفيتنامي ما بين 450 و 550 دولارا وسعر الأرز التايلاندي 575 دولارا للطن الواحد. أما باكستان فقد باعت أرزها بسعر 480 دولارا للطن الواحد.
وكانت فيتنام فيما مضى الدولة الرائدة بدون منازع في سوق الأرز العالمية، حيث كانت تصدر سنويا ما بين 8 و 10 ملايين طن، وقد اضطرت إلى تنزيل أسعارها بعد دخول الهند إلى السوق خلال سبتمبر أيلول وأكتوبر تشرين الأول الماضيين، عارضة أرزها بأسعار أقل بما يتراوح بين 100 و 150 دولارا للطن الواحد. كما كانت تايلاند أيضا تتقاضى أسعارا أخرجتها من دائرة التنافس بعد هبوط إنتاجها بسبب الفيضانات وتحديد حد أدنى للأسعار جعل أرزها مكلفا.
المصدر: وكالات