أكد مدير التسويق في المؤسسة العامة للأعلاف ماجد السفاف أن الكميات المسوقة من محصول الشعير من قبل المؤسسة العامة للأعلاف ومن خلال جميع مراكزها التي أعلنت أنها تستقبل المحصول من المنتجين اقتصرت على (132) طناً من هذا المحصول وذلك منذ بداية فترة التسويق في أيار الماضي.
وأضاف السفاف بعد مضي أكثر من شهرين على افتتاح مراكز التسويق العائدة للمؤسسة والمنتشرة في جميع المحافظات فإن ما تم تسويقه اقتصر على هذه الكمية على الرغم من أن السعر المعلن للشراء من قبل المؤسسة وهو /20/ ليرة للكيلو غرام يعتبر قريباً برأيه من سعر السوق المحلية في حينه وعلى الرغم من أن البعض من المنتجين في محافظة الحسكة سبق لهم أن اشتروا من المركز المختص نحو /20/ ألف كيس فارغ لغاية تسويق إنتاجهم من الشعير وهذا لم يتحقق حتى تاريخه.
ويعكس رقم التسويق هذا امتناع منتجي الشعير عن تسويق أي كمية للمؤسسة العامة للأعلاف رغم ما أعلنته من تسهيلات وهذا ما يعود برأي الكثيرين إلى موضوع سعر المحصول والفارق الموجود بين ما تعرضه المؤسسة من سعر وما يعرضه التجار على المنتجين من سعر، والمثال الأقرب لذلك للإدارة العامة للمؤسسة من سوق بيع الأعلاف المجاور لسوق الأغنام في الرقة وهنا لن يحتاج المتابع لكثير من العناء ليجد أن فارق السعر بينهما يتراوح بين (4 و5) ليرات للكيلو الواحد.
ويؤكد هذا السبب أحمد الهلال رئيس مكتب التسويق في اتحاد فلاحي الرقة والذي يعتبر أن فارق السعر هو وحده ما كان يقف وراء الامتناع عن تسويق الشعير من قبل الأخوة المنتجين.
ويقود الوضع التسويقي للشعير والرقم القليل جداً الذي شكل الحصيلة له ومقارنة ذلك مع إنتاج سورية من المحصول والذي قدر بنحو (800) ألف طن والحاجة الإجمالية لسورية منه والتي تقدر بأكثر من مليوني طن إلى طرح مسألة زراعة الشعير والتي أدت السياسات السابقة الخاطئة ومنها اعتبارها تكميلية وحتى غير مهمة لخروجها من دائرة المحاصيل الاستراتيجية واعتبارها محصولاً رئيسياً وحتى امتناع المؤسسة العامة للأعلاف في بعض السنوات عن تسويقها للمحصول إلى تراجع كبير فيها وبالتالي زيادة الاعتماد على ما يتم استيراده من الشعير من الخارج، وهذا ما يدعو الآن وعلى ضوء الظروف القائمة وزارة الزراعة أن تأخذ زمام المبادرة بالسعي حكومياً لكي تكون زراعة الشعير من الزراعات الاستراتيجية وتوفير السبل للتوسع في زراعتها وزيادة إنتاجها وبما في ذلك دعم أسعارها وبما ينعكس إيجاباً على اقتصادنا الوطني.