كشف البنك الدولي أن الاقتصاد العالمي دخل مرحلة جديدة أكثر خطورة وأن الأزمة في منطقة اليورو "قد تكون التحدي الأهم" للاقتصاد العالمي، وعلى الدول الأوروبية اتخاذ الإجراءات اللازمة في أسرع وقت ممكن.
وقال رئيس البنك الدولي روبرت زوليك في حديث لصحيفة ويكند استراليان الاسترالية إن "الاقتصاد العالمي دخل مرحلة جديدة أكثر خطورة وأن ازمة الدين في الدول الاوروبية تثير قلقلا اكبر في الوقت الراهن، مع أن خفض تصنيف الدين الاميركي هو الذي ادى الى حالة هلع في الاسواق".
وتاثرت معظم أسواق المال العالمية بشدة من انخفاض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الامريكية، الامر الذي اثار شكوكا من امكانية تعرض الاقتصاد العالمي لازمة مالية كبيرة كتلك التي شهدتها قبل نحو 3 سنوات، وأدت لتبخر تريليونات الدولارات.
وأضاف زوليك إن "اقتصاد منطقة اليورو ليس وحده المهدد بل مستقبل العملة الاوروبية نفسها"، مشيراً الى اليونان والبرتغال اللتين تعانيان من مشكلة الدين ودول أخرى مهددة بدون أي امكانية لخفض قيمة العملة.
وتابع ان "المستثمرين يتساءلون الى متى ستواصل فرنسا والمانيا دعم الدول المهددة بدون ان تتعرضا هما ايضا لخطر خفض تصنيفهما ايضا، ونحن في بداية عاصفة جديدة ومختلفة، انها ليست مثل ازمة 2008".
وتأثرت معظم الدول الأوروبية بتداعيات الأزمة المالية العالمية الأمر الذي فرض عليها تبني خطط تقشفية تقوم على خفض رواتب موظفي الحكومة، وتجميد زيادة رواتبهم، وتقليص دفعات رواتبهم التقاعدية، إلى جانب تغيير معدلات الضرائب، وزيادة ضريبة القيمة المضافة، التي يدفعها المستهلكون عند شرائهم السلع, وذلك لمواجهة الركود الناجم عن الأزمة, التي كانت اليونان والبرتغال واسبانيا من أكثر الدول تأثرا بها.
وفي نفس السياق، قال رئيس البنك الدولي إن "دروس 2008 تفيد انه بقدر ما نطيل الانتظار بقدر ما تصبح الإجراءات التي يترتب علينا اتخاذها قاسية"، لافتاً إلى ان "معظم الدول المتطورة استخدمت ما تسمح به سياستها الضريبية والنقدية، لكن هذا لم يكن كافيا".
ورأى زوليك ان هذه الازمة ستؤدي الى تغييرات في توازن السلطات في العالم، وأن كل هذه الازمة تقوم بنقل السلطة الاقتصادية بسرعة كبيرة من وجهة نظر التاريخ من الغرب الى الصين التي لا تتمسك بهذا الدور".
يشار الى ان الاقتصاد العالمي تاثر بشدة من الازمة المالية العالمية عام 2008 بسبب الرهون العقارية، وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، فيما كان تأثير هذه الازمة على بعض الاقتصادات بحدها الادني كالصين والهند وغيرها..