خاص B2B-SY | طلال ماضي
موجة جنون الأسعار في الأسواق بدأت مع ارتفاع الدولار الى مستويات قياسية، حيث أغلق يوم الخميس على سعر 750 ليرة سورية، وعزز جنون الأسعار إضافة 31500 ليرة الى رواتب وأجور العاملين في الدولة 11500 منها كان يمنح كتعويض معيشي ،في مقدمة لرفع الدعم عن المحروقات كما تدل المؤشرات في البيان المالي الحكومي ، وغياب شماعة "عقلنة الدعم" .
أصحاب الدخل المحدود ومن هم تحت خط الفقر المدقع عبروا عن فرحتهم بزيادة الرواتب بالزغاريد ،واستمرت فرحتهم الى حين عودتهم الى المنازل والدخول الى محلات السمانة ومشاهدتهم سلوك التجار في تعديل الاسعار ، وللأسف الشديد طالت جميع المواد بالرغم من التحذيرات والفقاعات الاعلامية التي اطلقتها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التي عجزت عن ضبط الاسواق خلال الفترة الماضية ، نتيجة غياب قانون الفوترة ، وانتقال التجار الى التعامل بالدولار في حلقات البيع الاولى والثانية ، وتسعير المواد على سعر الصرف الاني .
مراسل بزنس 2 بزنس رصد التغيرات التي حصلت على الأسواق بعد الاضافة غير المتوقعة التي منحت على رواتب الموظفين، حيث قفزت الأسعار بشكل فوري بين 100 و200 ليرة سورية، ولمس ان جرعة التفاؤل التي تلقاها اصحاب الدخل المنتوف سرقها ارتفاع الأسعار وجنون التجار دون رقيب أو حسيب ، ومن دون خجل يصرخ مدير احد الصالات التابعة للسورية للتجارة في القصاع بدمشق .."أوقفوا البيع" هناك تعديل على الاسعار ، ويرفع الاسعار بقيمة 100 ليرة للكثير من السلع .
ويسأل متابعون ماهي الإجراءات الحكومية التي ستتخذ لضبط الاسواق، ومتى ستتخذ؟ وقال قاسم بعلبكي "للأسف كل شيء ارتفع سعره .. لا مراقبة ولا محاسبة فقط يوجد تصريحات اعلامية لا نعلم جديتها، وماذا سيفعل المواطن فوق الغلاء.. لازم يحط اجور شكاوي وسيارات وطوابع وبعدين محاكم"، هذا الكلام يُوصف الواقع لمن يريد التقدم بشكوى لدى الجهات الحكومية .
سومر عجيب بين ما حدث معه عند دخوله الى احد محلات السمانة وقال : "رأيت صاحب المحل يمسك قلما ويكتب على لوحة الأسعار المعلقة على البراد ويقوم بتعديل الاسعار ورأيته يعدل ال 600 الى 700 وال700 الى 800 وال800 الى " 1000 .." حجي لسا ما قبضنا شيء من الزيادة ماحلگون تسرقوا ..طبعا "انطعج" قلي امرني فلفيت بأرضي وطلعت إذا بدكن تعرفوا المحل يا سيادة الوزير خبرني "
أحمد علي قال: اشتريت من صالة السورية للتجارة بالقرب من برج تالة بالمزة معجون اسنان سنووايت كان سعره يوم أمس ٥٥٠ اليوم قفز الى ٦٥٠ بالرغم من أنه منتج وطني فأين حماية المستهلك يسأل مواطن.
مادلين أشارت الى رفع أسعار القهوة والزيوت النباتية والرز والسردين وتقول: "الأسواق صارت نار" بينما قال ابراهيم "ان ليتر زيت دوار الشمس يباع بألف ليرة، والسكر 400 ليرة ، وارتفاع اسعار حفاضات الاطفال و المحارم و المنظفات قبل استلام الزيادة".
العديد من الاصوات طالبت بعدم السكوت عن ارتفاع الأسعار ، ودعت الجميع الى التوجه لتقديم الشكاوى والى تعليق ونشر لوائح الاسعار بالنسبة لتجار الجملة ومبيعها بسعر المفرق وقالت .. " المواطن يجب أن لا يسكت اذ ارتفعت الأسعار بيكفي هيك" ..ونشرت ريم تعليقا قالت فيه .." لازم نحنا يلي نكون مراقبين ونحكي مع التموين لاتخاذ الإجراءات لما نشوف الاسعار غير معروضة وصحيحة.. ما لازم نسكت عن حقنا.
وشهدت أسعار الزيوت والسمون ارتفاعاً بنسبة قدرها 25 بالمئة، في حين تباينت نسب ارتفاع بقية المواد التموينية الرئيسة كالأرز والسكر والطحين بنسب تتراوح بين 20 بالمئة و30 بالمئة، ترافق ذلك مع تراجع في مستوى الحركة في الأسواق بصورة عامة، وهو ما يعمق حالة الركود.
بالمقابل بدأت مديريات التموين في سورية تتغنى بعدد الضبوط والإغلاقات التي قامت بتنفيذها خلال 48 الساعة الماضية، و أخرها كان تصريح مدير حماية المستهلك في الوزارة المهندس علي الخطيب لصحفية "الثورة" المحلية و الذي قال أن عدد شكاوى المواطنين زاد بشكل لافت إلى 1286 شكوى خلال اليومين الماضيين ، مشيراً إلى أن إجمالي عدد الضبوط المنظمة في المحافظات السورية خلال اليومين الماضيين بلغ 607 ضبوط تموينية، بالإضافة إلى تنفيذ 195 إغلاقاً
في النهاية غابت الفرحة وارتفعت الاسعار، و الحكومة غيرت سياستها وتنازلت عن خطتها في تخفيض سعر الصرف وتخفيض الأسعار، والبيان المالي الحكومي يقول انها ذاهبة الى رفع الدعم عن المحروقات فهل الأيام القادمة ستحمل المفاجآت لفقراء الشعب السوري الذين صمدوا وضحوا بأموالهم وأولادهم، وهل ستكون المفاجأة سعيدة أم تحمل فصلا جديدا من المعاناة وصعوبة العيش ؟!