شهد ملتقى مديري التسويق والمبيعات السوري الثالث نقاشا وديا وتبادل وجهات النظر بين رجال الاعمال وأكاديميين ومديري التسويق حول واقع الاسواق في سورية، وخاصة بعد خسارة الليرة السورية الكثير من قيمتها ،وعدم استقرار سعر الصرف، واحجام عدد من الشركات عن ارسال سياراتها الجوالة من أجل التوزيع .
المشاركون في الملتقى الذي نظمه الجمعية السورية للتسويق بدعم من غرفة التجارة ،وبرعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل غاب عنه الحضور الرسمي من الحكومة، وحضر العصف الذهني والنقاشات الموسعة لمحاولة الخروج من عنق الزجاجة التي وضعت بها الاسواق، كما قدم الخبراء والمختصين سبل التسويق الممكنة للمنتجات السورية داخل سورية وخارجها، واهمية المشاركة في المعارض الخارجية، وزيادة العائد على الاستثمار في التسويق الالكتروني، والثورة التكنولوجية بتقنيات النانو، والتحديات التي تواجه التسويق والمبيعات والاستثمار المعرفي ، وواقع المبيعات الحالية ،وافاق الحلول والتسويق الابتكاري ،وبحوث ودراسات السوق والتسويق الحكومي والمجتمعي .
وأشار رئيس مجلس إدارة الجمعية حسام نشواتي في كلمة له أن الملتقى يهدف الى الارتقاء بأدوات العمل بالنسبة للمنتجات، والبحث عن حلول للشركات المنتجة، ومحاولة الوصول الى توصيات لرفعها الى الحكومة حول رؤية الشركات للعمل خلال المرحلة القادمة .
وفي كلمة غرفة تجارة دمشق اوضح محمد الحلاق عضو غرفة تجارة دمشق اشار الى دور غرف التجارة في دعم قطاع الاعمال، وتعزيز ثقافة ريادة الاعمال، وضرورة التفكير في الاستراتيجيات قبل الارباح، وتكريس التعامل مع التسويق وتطوير الخطط التسويقية، وضرورة تقوية العلامات الفارقة التجارية الموجودة في سورية، وتعريف المستهلك بها، لافتا الى الجهود التي قدمتها الجمعية خلال 8 سنوات من انطلاق عملها .
وفي تصريح خاص لبزنس 2بزنس بين عدنان نصري مدير تسويق شركة زاهي أن الملتقى يعطي افكار واستراتيجيات جديدة للسوق، وكيفية توجيه التسويق والمبيعات في الاسواق الناشئة ،والتوجه نحو البيع والشراء عبر الانترنت، لافتا الى صعوبة التخطيط وفقدان المصداقية مع المستهلك بسبب عدم ثبات سعر الصرف.
الدكتور عامر خربوطلي اكد ان أوراق العمل المقدمة والحوار الذي جرى خلال الملتقى يحاكي الواقع التسويقي ،ونحن بحاجة الى تطبيق الاسس العلمية للتسويق والخروج من حالة الركود في الاسواق حتى قبل انخفاض قيمة الليرة ، وتدني المبيعات يوجد حلول ابتكارية يمكن من خلالها تجاوز العقوبات من خلال دعم المشاريع الصغيرة ،كون انتاجه وارباحه قليلة والخروج الى الاسواق الدولية ،وخلق ميزة تنافسية للمنتج السوري ، والتوجه الى الاسواق العالمية بماركات عالمية .
الاستاذ الجامعي الدكتور زكريا الزلق أكد ان البقاء في الاسواق يتطلب دراسة مستمرة، وهي اليوم دخلت في نفق كبير نتيجة ارتفاع اسار السلع، وضعف المبيعات، وبحاجة الى أفكار ابتكارية في التسويق .
وتركزت مناقشات الحضور حول تطور مهنة التسويق من الدلال الى التسويق الالكتروني واخلاقيات المهنة، وضرورة دعم الورشات الصغيرة كونها محرك الاقتصاد ، والسماح لها بالعمل من دون التراخيص والقيود ، وخاصة التي خرجت من مناطق الحرب وتعمل اليوم في الاقبية وتشجيعها على الانتاج .
ودعا المشاركون الى تثبيت سعر الصرف بشكل جدي وليس بالعراضات والحملات الموجهة ، معتبرين ان الحملة التي قامت بها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على الاسواق بالكارثة ، و الاستمرار بالعمل مرهون بثبات سعر الصرف، وان سيارات التوزيع توقفت عن العمل.
وطالب المشاركون بدعم المستثمر الداخلي، وازالة العوائق امام الاقراض ،من تخفيض سعر الفائدة ،وقيمة الضمانات المطلوبة، والترخيص الاداري للمنشآت الصغيرة ، وضبط القرارات والتشريعات التي تؤثر على عمل التجار، وسأل المشاركون عن سبب ترك سعر الذهب يتحرك مع تحرك سعر الصرف، بينما ترك المواد والمنتجات التي في غالبيتها تعتمد على المواد الاولية المستوردة بسعر الصرف .
وقال بعض التجار .. "نبيع اليوم بأقل من كلفة الانتاج، وتوقفت معاملنا عن الانتاج، واذا استمرت هذه الحالة لفترة طويلة سيذهب العمال الى التأمينات الاجتماعية لأخذ تعويضاتهم ،وسيكون هناك ندرة مواد في الاسواق، معتبرين أن عدم استقرار التشريعات والقرارات تستنزف قطاع الاعمال، وان وجع الانتاج بعيد عن أجندة الحكومة" .
وأكد خبراء التسويق ان المشاركة في المعارض الخارجية بحاجة الى جهود حكومية تفكر بعقلية القطاع الخاص ،وضرورة توفير البيانات عن الاسواق واعادة النظر بمناخ الاعمال .
وتم خلال الملتقى اشهار شركتي مدار لأدوات التنظيف وغزل الشام للغذائيات .