في ظل هذا الاهتمام المستمر بقطاع الكهرباء تم إنجاز محطات توليد جديدة نذكر منها محطة بانياس الحرارية- محطة الزارة بمجموعتيها- محطة كهرباء الناصرية- محطة كهرباء دير علي- محطة جندر وغيرها من المحطات حيث بلغت قيمة المشروعات المنفذة في الخطة الخمسية الواقعة بين 2005و 2010 ما يقارب 14 مليار دولار وتوزعت هذه الاستثمارات في مجال التوليد والنقل بقيمة 3380 مليون دولار واستثمارات في مجالات التوزيع 1407 ملايين دولار ونفقات التشغيل مليار دولار و قيمة الوقود اللازمة لتغطية الطلب نحو 8315 مليون دولار عندما كان سعر البرميل بقيمة 40 دولاراً.
ويذكر في هذا المجال أن الطلب المحلي على الطاقة الكهربائية قد تنامى من 14,9 مليار كيلو واط ساعي عام 1994 إلى 31,35 مليار كيلو واط ساعي عام 2004 فوصل معدل النمو إلى 7,7% وازداد الطلب على استطاعة الذروة من 2474 ميغا واط عام 1994 إلى 5621 ميغا واط عام 2004 أي بمعدل نمو وسطي 8,5 سنوياً.
وخلال الفترة مابين 1994-2004 جرى توظيف مبالغ كبيرة لبناء وتشغيل منشآت وشبكات كهربائية جديدة وصلت لنحو 460 مليار ليرة سورية منها 186 مليار استثمارات تأسيسية ومنذ هذه الفترة استطاعت شبكات التوزيع تغطية أكثر من 99% من الريف في الكهرباء.
وفي هذا الصدد نشير إلى أن مساهمة سد الفرات لم تعد تقدم أكثر من 13% في السنوات الأخيرة.
لقد كانت شبكة الكهرباء تصل إلى 218 مدينة وقرية عام 1970 بينما كانت الخطة السنوية فيما بعد إنارة 365 قرية حيث ارتفع عدد المستفيدين ليصل إلى نحو 99,9 في عام 2006 كما زادت حصة الفرد من الطاقة الكهربائية من 1500 كيلو واط ساعي للفرد إلى أكثر من 2000 كيلو واط ساعي للفرد بنسبة نمو بلغت 33 بالمئة خلال الفترة من 2000 إلى 2006 أي بمعدل نمو وسطي 5 بالمئة. بينما تصل في الخطة الخمسية الحالية في 2010-2015 إلى ما يقارب 8% وقد وصل عدد المشتركين في عام 2011 إلى خمسة ملايين و700 ألف مشترك منها أربعة ملايين ونصف مشترك للقطاع المنزلي، ووصل الإنتاج السنوي إلى حوالى خمسين مليار كيلو واط ساعي.. فيما ارتفعت ذروة الطلب على الاستطاعة إلى تسعة آلاف ميغا واط ساعي.. ويحتاج قطاع الكهرباء إلى 10.2 ملايين طن مكافئ نفطي سنوياً.
وفي مجال تنوع مصادر الطاقة والإقلال من حرق الغاز الطبيعي الفائض في حقول النفط والحاجة لتخفيض الانبعاثات الغازية الضارة بالبيئة فقد تطور استهلاك الغاز الطبيعي وجرى تحويل محطات التوليد التابعة لوزارة الكهرباء كافة لتعمل باستخدام الغاز الطبيعي إضافة للفيول أويل حيث ازدادت نسبة مساهمته في إنتاج الطاقة الكهربائية إلى أكثر من 45بالمئة خلال السنوات الخمس الماضية الأمر الذي أدى إلى رفع كفاءة استخدام الطاقة الأولية من محطات التوليد التابعة لوزارة الكهرباء وانخفض وسطي الاستهلاك النوعي للوقود من 265 غراماً لكل كيلو واط ساعي عام 2000 إلى 245 غراماً لكل كيلو واط ساعي عام 2006 ما أدى إلى تحقيق وفورات كبيرة في استهلاك الوقود وصلت إلى أكثر من 680 ألف طن فيول أويل عام 2006 بقيمة 200 مليون دولار.
وفي مجال رفع كفاءة النقل والتوزيع فقد انخفض الفاقد الكهربائي الاجمالي في شبكات التوزيع من 28 بالمئة عام 2000 إلى 24,3 عام 2006 ما أدى إلى تحقيق وفر في كمية الفاقد بحدود 1214 مليون كيلو واط ساعي عام 2006 بقيمة 4,492 مليارات ليرة سورية.
واستمر هذا الاهتمام والتطور في توليد وتوزيع ودعم الطاقة الكهربائية حيث استطاعت وزارة الكهرباء والمؤسسات التابعة لها أن تؤمن استمرار هذه الطاقة رغم كل الظروف الأمنية الصعبة والعمليات الإرهابية التي استهدفت هذا القطاع ببناه التحتية وبشبكاته وحتى العاملين والفنيين فيه، أما قيمة دعم الكهرباء فقد وصلت إلى أكثر من مئتي مليار ليرة سورية سنوياً.