يقدر عدد رجال الأعمال السوريين الذين وصلوا مصر منذ بداية الأحداث الاستثنائية في سورية بنحو 30% من أعداد المستثمرين الذين فروا من سورية، والبالغ عددهم حوالي 50 ألف مستثمر. وأقام هؤلاء مشروعات في مصر على رأسها المطاعم والمقاهى وورش الخياطة.
وباتت الأموال التي حولها رجال أعمال سوريين هاربين لمصر حائرة ما بين الاستثمار في العقارات أو البورصة أو القطاع الصناعي، في حين فضل سوريون المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتجارة التجزئة كمجال لاستثمار أموالهم.
وتقدر الاستثمارات السورية داخل مصر بما يتراوح بين 400-500 مليون دولار، في حين يقدرها آخرون بأكثر من ذلك، خاصة وأن السوريين باتوا يتعاملون بغزارة مع البنوك المصرية من حيث الإيداعات وفتح الحسابات.
وقال رجال أعمال سوريون في مصر: "إن هناك زيادة كبيرة في أعداد المستثمرين السوريين الذين وصلوا القاهرة خلال الثلاثة أشهر الماضية، بالإضافة إلى ما أكدته البنوك المصرية من حدوث زيادة مضطردة في أموال السوريين بها".
وقال رجل أعمال سوري نزار الخراط: "إن هناك عدداً كبيراً من رجال الأعمال والمستثمرين السوريين الذين جاءوا إلى مصر بعد اشتداد الأحداث في سورية".
وأوضح الخراط بحسب موقع "مراسل" الالكتروني، أنه يتم حالياً تأسيس تكتل اقتصادي يجمع بين رجال الأعمال السوريين في مصر وهم أغلبهم من حلب.
وكان مدير "هيئة الاستثمار السورية" أحمد دياب قال في وقت سابق: "إن حجم الاستثمار السوري في الخارج يتراوح ما بين 70 إلى 100 مليار دولار".
وقال مستثمر سوري بمصر ورئيس "الغرفة التجارية السابق بدمشق" باسم الكويفى: "إن أعداد رجال الأعمال السوريين والمستثمرين الذين قدموا إلى مصر تضاعف خلال الثلاث شهور الأخيرة".
وأضاف أن معظم المستثمرين السوريين بالقاهرة اتجهوا لافتتاح مشروعات صغيرة ومتوسطة ليضعوا فيها أموالهم التي جاءوا بها من بلدهم.
وقدر عدد رجال الأعمال السوريين الذين وصلوا إلى مصر ب30% من أعداد رجال الأعمال الذين فروا من سورية والبالغ عددهم حوالي 50 ألف مستثمر.
وأشار الكويفى إلى أن معظم المستثمرين السوريين الذين وصلوا إلى القاهرة من الطبقة المتوسطة والممتازة أيضاً.
وأكد الكويفى أن عدداً كبيراً من رجال الأعمال السوريين حصلوا على تراخيص من "هيئة الاستثمار" المصرية لإقامة مشروعات في قطاعات مختلفة خاصة في قطاعات الصناعة الهندسية والكهربائية والصناعات الغذائية.
وقال رئيس “مجلس الأعمال السوري المصري" خلدون الموقع في تصريحات صحفية: "إن مجموعة من رجال الأعمال السوريين، أخذوا بضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية تتجاوز 500 مليون دولار "37.5 مليار ل.س" في مجالات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة والخيوط والأقمشة في العديد من المدن الصناعية المصرية".
وأكد عضو "غرفة الصناعة بدمشق" أحمد غنام أن هناك أعداداً كبيرة من السوريين وصلوا إلى مصر.
وأوضح غنام أنه يمكن تقسيم اللاجئين السوريين إلى نوعين الأول من الطبقة الفقيرة التي فضلت اللجوء إلى الدول القريبة مثل تركيا والأردن ولبنان خاصة مع وجود مؤسسات إغاثة كثيرة توفر لهم سبل العيش، أما الفريق الثاني منهم وهو من الطبقة المتوسطة وما فوق فجاءوا إلى مصر للإقامة بها.
وكانت تركيا في مقدمة الدول التي اتجهت لها الاستثمارات السورية حيث أعلنت "غرفة تجارة إسطنبول" أنَّ الشركات السورية العاملة في المدينة التركية ازدادت بنسبة 218 % خلال الأشهر السبعة الأولى من العام 2012، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وأوضح غنام أن السوريون في مصر يتركزون في مدينة 6 أكتوبر غرب القاهرة والرحاب شرق القاهرة وخاصة من ذوى الملاءة المالية والطبقة المتوسطة، ويتواجد الحرفيون منهم في منطقة عين شمس خاصة الذين يعملون في القطاعات النسيجية.
وقال: "إن هناك عدداً من السوريين أقاموا مشروعات مطاعم في منطقة المهندسين و6 أكتوبر وتتكلف هذه المشروعات ما بين 500-600 ألف جنيه".
وكشفت الأرقام الصادرة عن "هيئة الاستثمار السورية" تراجع عدد المشاريع القائمة في سورية بنسبة 74 %، مقارنة بالفترة نفسها من نتيجة الأحداث التي تمرُّ بها سورية والعقوبات الاقتصادية المفروضة على مجمل قطاعاتها.