يوشك المركز المشترك ( الروسي السوري ) للتعاون الثنائي الجيوسياسي التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني والمالي أن يدخل حيز التنفيذ بعد أن أصدر السيد الرئيس بشار الأسد القانون رقم ( 28) تاريخ 22 / 11 / 2012 الذي تمّ بموجبه تصديق الاتفاق الموقع في موسكو بين وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية في الجمهورية العربية السورية، والمركز الدولي للتحليل الجيوسياسي والتعاون التجاري في موسكو لتأسيس مركز مشترك للتعاون الثنائي الجيوسياسي التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني والمالي.
وقد حصلت صحيفة الثورة على نص هذا الاتفاق الذي جاء فيه أنه وانطلاقاً من علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين وشعبيهما، وإيماناً منهما بأن تأسيس مركز الأعمال السوري الروسي في موسكو مع بيت التجارة السوري كمركز مشترك، سيؤدي إلى تقوية العلاقات الثنائية ويعزز العلاقات التجارية والاستثمارية بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين، وإدراكاً منهما بأن تأسيس مثل هذا المركز سيعود بالمنفعة على البلدين، جرى الاتفاق بين الطرفين على تأسيس مركز للأعمال السوري الروسي في موسكو مع بيت التجارة السوري بحيث يشكلان مجتمعين مركزاً للتعاون الثنائي الجيوسياسي والتجاري والاقتصادي والعلمي والتقني والمالي، ويعتبر هذا المركز غير ربحي على أن تتم تغطية نفقات تشغيله من أجور الخدمات التي سيقدمها هذا المركز لمجتمع الأعمال.
ويهدف الطرفان بشكل رئيسي – حسب نص الاتفاق – إلى تقديم أي دعم ممكن بما في ذلك الدعم المالي للمشاريع الروسية أو المشاريع المشتركة التي من الممكن إقامتها في الجمهورية العربية السورية.
وتقديم أي دعم ممكن للجهات العلمية والفنية والمؤسسات الإنتاجية التي تعمل بموجب أهداف وأولويات الشركاء السوريين، اضافة الى تعزيز آلية الائتمان والاستثمار وذلك بهدف تطوير التعاون السوري الروسي بما في ذلك التكنولوجيا العالية.
وحدد الاتفاق المجالات التي سيقوم الطرفان بالتعاون فيها عبر هذا المركز، بحيث يتم التعاون في مجالات الإعمار والتشييد، والمشاريع التقنية والإنتاجية في المجالات ذات المصلحة المشتركة مثل قطاع الطاقة والبنى التحتية والاتصالات والأنظمة المعلوماتية، وصناعة السيارات والآليات والصناعات الكيميائية والنسيجية وصناعة الأدوية والصناعات الخشبية، وكذلك الصناعات الغذائية والزراعية، إضافة إلى تحلية مياه البحر، وإنتاج الأسمدة المعدنية، وكذلك في مجالات البيئة، والنقل، والسياحة، وفي أي مجالات أخرى ذات الاهتمام المشترك.
كما اتفق الطرفان حول إمكانية الاستفادة من الخدمات المقدمة من قبل بنك فلاديكوم الموجود في موسكو وذلك فيما يتعلق بأي نشاط قد يتم بموجب هذا الاتفاق، ويقوم الطرفان في مرحلة لاحقة بدراسة إمكانية إقامة مصرف مشترك سوري روسي كجزء ثالث أساسي للمركز المذكور لتمويل المشاريع التي يقيمها أي طرف في بلد الطرف الآخر وأي نشاطات اقتصادية أخرى قد يتم الاتفاق عليها بشكل مشترك.
ويقوم الطرفان بالاتفاق لاحقاً على أي تفاصيل أخرى لازمة والتي قد يتطلبها تنفيذ الاتفاق الحالي بما في ذلك مسؤوليات كلا الطرفين.
كما اتفق الطرفان على تأسيس لجنة توجيهية تضم ممثلين من كلا الطرفين وتضم اللجنة التوجيهية أيضاً ممثلين عن القطاع الخاص لدى كل طرف، ويقوم كل طرف بتسمية أعضائه لهذه اللجنة والتي ستجتمع بشكل منتظم وبالتناوب في كلا البلدين مرة سنوياً على الأقل، على أن تتولى كافة القضايا المتعلقة بالإجراءات الإدارية والتشغيلية للمركز بما في ذلك قائمة الموظفين والنفقات وميزانية الصيانة والتشغيل لمركز الأعمال السوري الروسي، وبيت التجارة السوري.
وأوضح نص الاتفاق أنه يدخل حيز النفاذ من تاريخ استلام الإشعار الأخير لأي طرف حول إتمام إجراءاته الداخلية اللازمة لدخول هذا الاتفاق حيز النفاذ، ويبقى ساري المفعول لمدة سنتين قابلة للتجديد تلقائياً على أن لا يؤثر إنهاء العمل بهذا الاتفاق على سريان أي إجراءات محددة تتعلق بالمشاريع والنشاطات الجارية بموجب هذا الاتفاق إلى حين إنجازها .
الجدير ذكره بأن الجـيوبوليتيك او الجيوسياسـة Geopolitics – حسب المركز العربي للدراسات المستقبلية – هو علم دراسة تأثير الأرض (برها وبحرها ومرتفعاتها وجوفها وثرواتها وموقعها) على السـياسة في مقابل مسعى السياسة للاستفادة من هذه المميزات وفق منظور مستقبلي.