
دشن الرئيس بشار الأسد مشروع ربط المتحلق الجنوبي بالمتحلق الشمالي في محافظة دمشق.
وحضر الرئيس الأسد عرضاً توضيحياً عن المشروع الذي تم تنفيذه ضمن المدد الزمنية المحددة له وهي أربعة أشهر وبخبرات وأيدٍ عاملة وطنية بالكامل.
وكانت محافظة دمشق أعلنت عن إنجاز مشروع ربط المتحلقين الشمالي والجنوبي لمدينة دمشق، حيث قام الرئيس بشار الأسد بتدشينه صباح الأمس، ووصلت تكلفته إلى نحو مليار و800 مليون ليرة.
المشروع من تنفيذ مؤسسة الإنشاءات العسكرية، ويعول عليه ليكون حلقة أساسية لتأمين، حركة مرورية عابرة وسريعة بين محيط المدينة ومركزها بغية تخفيف الازدحام المروري والحد من حوادث السير نتيجة تخصيص حارات للذهاب والإياب على كامل المشروع.
يتوزع المشروع على أربع مراحل تضمنت المرحلة الأولى من المشروع تأهيل الطريق الواصل بين الجزيرة 16 وتوسع الشام الجديد وإنجاز عقدة دمر 2 التي تصل الحركة من دمر إلى الجزيرة 16 وبلغ طول الجسر الرئيسي 160 متراً وعرضه 21 مترا فيما بلغ طول الجسر الثانوي 120 مترا وعرضه الثانوي 10 أمتار أما المساحة الخضراء فقد بلغت 6000 متر مربع إضافة إلى وجود رمبات تخديمية بين منطقة العرين ومنطقة توسع الشام الجديدة.
وشملت المرحلة الثانية انجاز الطريق الواصل بين قصر الشعب وضاحية الشام الجديدة بطول 2200 متر وعرض 24 مترا أما المساحات الخضراء المزروعة وصلت مساحتها الى 12000 متر مربع ومدة التنفيذ 5 أشهر ونفذت هذه المرحلة ضمن معايير وجودة عالية من حيث مواصفات عناصر الطريق ومحيطه وإنارته.
وأنجزت المحافظة المرحة الثالثة التي تضمنت انجاز جسر الكنيسة وعقدة قصر الشعب وتأهيل طريق قصر الشعب والعقدة 12 على المتحلق الجنوبي حيث بلغ الطول الإجمالي للجسر عند الكنيسة 430 مترا وطول الجسر الإنشائي 330 مترا وعرضه 17 مترا وتم خلاله إعادة تأهيل عقدة قصر الشعب لاستيعاب أربع حارات مرورية تحت الجسر إضافة إلى إعادة تأهيل رمبات العقدة ووصل العمل مع المراحل المنفذة سابقا بطول 1100 متر /طريق مشفى الأطفال قصر الشعب/ /قصر الشعب دوار الكنيسة.
أما المرحلة الرابعة فتضمنت ربط ضاحيتي الشام الجديدة وقدسيا من خلال إنشاء محور عابر وسريع بطول 1700 متر وثلاث حارات مرورية ذهابا وإيابا تخلله جسر رئيسي بطول 130 مترا وعرض 26 مترا إضافة إلى إنشاء جسر ثانوي بعرض 20 مترا وهو عبارة عن تقاطع بمنطقة العرين أما عرض الأرصفة 3 أمتار والمحاور الطرقية تؤمن الربط مع ضاحية العرين وتقاطع طريق قدسيا ضاحية توسع الشام الجديدة بطول 1200 متر.
وقال مدير المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية والخبير في مجال الطرق يوسف حمود في تصريح لوكالة سانا أن المشروع يعد انجازا هاما لتنقلات الأخوة المواطنين على محيط المدينة دون الحاجة للمرور بمركزها ما يخفف من الازدحام المروري الحاصل.
وأشار إلى انه أصبح بإمكان المواطن الذهاب من الضواحي الغربية إلى مطار دمشق الدولي دون التوقف على الإشارات المرورية وهذا يعني التقليل إلى أقصى حد من الحوادث والحد من الهدر في الوقود وتقليل أعطال المركبة نتيجة الحالة الفنية الجيدة للطريق التي تحاكي أفضل المواصفات العالمية لانجاز الطرق والجسور منوها بنجاح المحافظة في انجاز عدة مشروعات متميزة بهذا الشأن.
من جهته بين خبير السلامة والوقاية من الحوادث محمد الكسم أن الطرق السريعة بأنواعها الرئيسية الثلاثة التي تصل المدن والبلدات ببعضها أو المحلقة حول المدن أو التي تخترق المناطق المأهولة تعتبر جميعها من أهم وسائل تطوير النقل الحضري والتخفيف من الحوادث التي تؤدي للموت أو الإعاقة.
ولفت الكسم إلى أن الطريق الجديد يحقق شروطاً جيدة فنياً تؤمن حركة سير سريعة وآمنة كونها ذات حدود سرعة تصميمية آمنة /70/80/ كم/ساعة ما يؤمن حركة انسيابية سلسة وسريعة نسبياً حول العاصمة ومحيطها وبشكل يربط أهم المدن والقرى وتجمعاتها السكانية ودمر وقدسيا وما جاورها وربطها ببعضها وبالعاصمة موضحا أن المسير الثابت المستقر بهذه السرعات المذكورة وبحسب الأبحاث العلمية يؤمن أقل استهلاك اقتصادي للوقود.
وأشار إلى أن الطريق يتميز بعدم وجود تقاطعات سطحية والتي كانت تشكل عادة نقاطا سوداء تحصل فيها إصطدامات مميتة حيث ان إلغاء التقاطعات المرورية يخفف زمن النقل لأقصى الدرجات ويؤمن سرعة الوصول وانعدام مرات التوقف وإعادة التحرك الأمر الذي يخفف من استهلاك الوقود وآثار ما يسببه التوقف وإعادة التحرك من تلوث مدمر للبيئة وحياة الإنسان.
وبين الكسم أن الطرق السريعة المحلقة والواصلة بين مدن الريف وقراها مع العاصمة تؤمن دعماً مباشراً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتساعد على تخفيف أزمة الازدحام والتلوث الكبير لافتا ايضا إلى دور المساحات الخضراء بتخفيف حالات الإجهاد والتوتر النفسي لدى السائقين وما تسببه من انعكاسات سلبية وحوادث.
وأشار خبير الوقاية من الحوادث إلى ضرورة التوسع بتزويد هذه الطرق الممتازة بشبكة رادارات ثابتة لضبط حدود السرعة واستعمال المسامير العاكسة والسيراميكية بدل الطلاء لفصل المسارب وتحديد أطراف الطريق لضمان التزام السائقين بمساربهم والتخفيف من التنقلات العشوائية والخطرة يميناً يساراً.
وعن الناحية البيئية والجمالية بين رئيس مجلس إدارة الجمعية السورية للبيئة سمير الصفدي ان زراعة المساحات الخضراء في مشروعات المحافظة تعد خطوة عملية للتخفيف من التلوث وزيادة التنوع الحيوي من خلال زيادة المساحات الخضراء في كل الأماكن المتاحة لافتا إلى ان فوائد هذه الخطوات تتمثل في الحد من التغيرات المناخية والتصحر وإغناء التنوع الحيوي بشقيه النباتي والحيوي اضافة إلى تنقية الهواء.
وأشار إلى ان المسطحات الخضراء على العقد المرورية تمثل تعويضا للمساحة المفقودة من الغابات والأشجار والأراضي الزراعية نتيجة التطور العمراني والسكن العشوائي إضافة إلى كونها أماكن تبعث الراحة في النفس من خلال الاعتناء بالمظهر الجمالي من خلال الإكثار من نباتات الزينة.