من يسمع تصريح الدكتور نزار يازجي وزير الصحة يتحدث عن مصفوفة كبيرة تعمل عليها الوزارة، وعن الجودة والايزو في 103 مشاف حكومية موجودة في سورية، وعن تصدير 11630 مستحضرا طبيا من 96 معملا للأدوية ، وتصدر منتجاتهم الى 16 دولة في العالم ،يعتقد للوهلة الأولى أن الواقع الصحي على ما يرام ،وكل المستلزمات متوفرة ،وكأن سورية لم تمر في ازمة ،ويوميا تقدم المشافي جميع الادوية والخدمات الى المرضى بجودة عالمية.
مراسل موقع بزنس 2 بزنس بعد الاستماع الى حديث الوزير زار مشافي دمشق والمواساة والاسد الجامعي، وبعد استطلاع اراء المرضى عن توفر الادوية وجودة الخدمات المقدمة، بين بعض المرضى انه تم ارسالهم من قبل الاطباء المقيمين لشراء سيروم ملحي كونه مفقود من مشفيي المواساة والاسد الجامعي، بينما بينت ام الشابة بتول انهم ارسلوها لشراء ميزان لقياس حرارة ابنتها .
ولدى سؤال أحد الأطباء المقيمين في مشفى المواساة اثناء جولته على المرضى عن توفر الادوية في المشافي قال: ان أدوية "لازكس" انقطع لفترة طويلة، و"اتروفينت" و"سالبو" غير متوفرين، وتركنا ودخل الى غرفته خوفا من محاسبته .
وفي مشفى الاسد الجامعي بين ابو تحسين انهم ارسلوه لشراء مادة "الحقن" التي تستخدم في تصوير الرنين المغناطيسي ، كونها غير متوفرة في المشفى، بينما لدى سؤال احدى الممرضات في مشفى دمشق عن توفر الادوية هزت برأسها وقالت: اذا "سيتامول" غير متوفر عن ماذا تسألون ؟ المريض يأتي بالأدوية من خارج المشفى .
المريض علي سلمان بين ان أدوية الغدد مفقودة وخاصة "الانتروكسين 100" منذ عدة أشهر ، تم طرح ادوية بديلة لكنها ليست بنفس الفعالية والادوية الاجنبية منها كانت تباع العلبة ب5000 ارتفع سعرها الى 9000 ليرة سورية .
معالي الوزير الحديث عن الجودة وتصدير الادوية بينما هي مفقودة في المشافي الحكومية التي تعاني ماتعانيه من منغصات في نقص الكوادر، ومستلزمات البنية التحتية وتدني مستوى وجبة الطعام للاطباء المقيمين، وفقدان بعض الادوية وانخفاض فعاليتها يضر بسمعة المشافي ، ومصارحة المرضى بواقع الحال يجعلهم أكثر تفهما للواقع .